فنفرق بسيف جمال الفعال ومن ورائه سيف أنور الماضي الحد جموع أولئك الغاصبين المتلاعبين.
يحق لكل عثماني ، بل لكل مسلم أن يفاخر بمثل هذا الحزب السياسي القابض على زمام الحكم اليوم ؛ لأن من أعضائه المبجلين أمثال بطل الإسلام أنور باشا ، وأنا على مثل اليقين بأن جمعية فيها مثل هذا المخلص لوطنه تنجح في كل عمل وطني وجهت وجهتها إليه ، وعلى نسبة قوة نوابغ الأمة واستماتتهم في خدمة أمتهم يرهب تلك الأمة عدوها ، ويرغب في صداقتها صديقها.
كان أنور باشا واسطة العقد بين إخوانه في الحكومة التي إليها يرجع الفضل في تحالف دولة الخلافة مع إمبراطوريتي ألمانيا والنمسا والمجر ، ويعلم الله لو لا فضل هذه المحالفة المباركة كيف كانت حال هاتين الإمبراطوريتين مع أعدائهما في هذه الحرب العامة ، وكيف كانت حالنا وحدنا أيضا في هذا العراك العالمي الشديد ، فأنور باشا ـ أدام المولى تأييده ـ هو الذي درس هذه المسألة درس تحقيق وعيان ، فكان له الفضل الأول في اتحادنا مع ألمانيا أرقى دولة في العالم بعلمها وجيشها ، تلك الدولة التي لم يعهد لها يوما أن أرادت الشر بالممالك الإسلامية.
فحريّ بنا أن نقدر عمله المجيد حق قدره ؛ لأنه اهتدى إلى وجه الصواب ببديهة مقرونة بالروية ، وكان أول من ظاهره في هذه الفكرة السامية ذلك الرجل الشهم ذو الوزارتين البصير بالسياسة وفنون الحرب قائدنا العام أحمد جمال باشا ، فالأمة الإسلامية تسير بهديهما على صراط من نور وجمال ، لا فرّق الدهر بينهما ، وإني بلسان أهل دمشق أرحب بوكيل القائد الأعظم ، داعيا في الختام لصاحب الخلافة العظمى بالنصر ودوام الصحة ، ولرجاله وأمناء دولته بالتوفيق