مساء السبت لبطل الدستور ، فكانت حفلة حافلة تشع نورا وجمالا ، فألقى الأستاذ الشيخ محمد بدر الدين النعساني قصيدة ، وعقبه الشيخ عبد اللطيف خزنه دار رئيس نادي الاتحاد بخطاب ، وارتجل فليكس أفندي فارس من أساتذة المدرسة السلطانية في حلب خطابا قال فيه :
إن الأمة العثمانية التي نفضت عنها غبار الموت ، ووقفت على ألواح قبرها منذ ثماني سنوات تقف اليوم بين العواصف التي تكتسح وجه الدنيا ، وتطلب من الحق حق حياتها بعد أن طالبته بحياة حريتها.
وفي الموقفين ، تحت زوابع الاستبداد القديم ، وتحت إعصار النار التي تلتهم المدنية المنصرمة لتغيير وجه الأرض نرى هذه الأمة العظيمة تتلمس سبيلها ، وقد علقت أنظارها على السيف الأنور الذي انتثرت من فرنده أشعة الحرية الخالدة ، وهو اليوم يعانق الهلال ، ومن تحته الغيوم تقصف في أهدابها الرعود.
موقفك عظيم هائل أيها البطل الصغير الكبير ، إن حظوظ الدنيا متوقفة على خطرات روح الكون في فكرك ، ومستقبل مدنية العالم يترجرج بالشهب التي يرسمها رأس سيفك على قارة مهد الإنسان. إنك مسخر روح الحق أيها البطل ، فأنت تكتب كلمات اللوح المسطور على صفحات الوجود المنظور ، لقد كتبت من قبل كلمة الحرية لثلاثين مليونا ، ويدك ثابتة وثغرك بسام ، فكن كذلك الآن وأنت تكتب هذه الكلمة المقدسة لكل الشعوب التي سحقتها المطامع ، وامتص دمها الاستثمار الفظيع.
وإذا خشعت نفسك يوما أمام نفسك ، إذا تردد قلبك لحظة أمام روح قلبك في هذا الموقف الرهيب ، فالتفت إلى ما وراءك يا أنور. انظر! هنالك ضابط