بها من الذل والخمول إلى العز والعمران ، أوجدت لدولة الإسلام قوة متينة كانت له سندا وعضدا. يحار القلم بماذا يصف أعمالك الخارقة وحسناتك الباهرة ، فشكرا وألف شكر لجلالة خليفتنا المقدس الذي أرسلك إلينا ؛ لننعم بالا ، وتقر أعيننا بشمائلك.
أحمد جمال باشا ، ومن ذا الذي لم يتلظ شوقا لرؤية جماله؟! لقد أعجب بسمو أفكاره وعلو مداركه العدو ، فضلا عن الملايين من المسلمين العاشقين له ؛ أوجد في الإسلام روحا شريفة ، نهض بدولة الخلافة بعد أن مزق ستار الأوهام ، وهيأ لأبنائها ما كانوا ينتظرونه من السعد والإقبال ، تولى ـ أطال الله عمره ـ نظارة البحرية فوجدها بحالة يرثى لها ، فشمّر عن ساعد الجد والعمل حتى جعلها في أيام قليلة لا تقل وصفا ـ بإدارة الأمور ـ عن أهم نظارة بحرية أوربية ، أوجد للدولة العلية أسطولا ضخما تهابه أساطيل الأعداء ، تكاتف مع زملائه العظام لرفع شأن الإسلام والنهوض به وتخليص أبنائه من ظلم الأغيار ، فخدمه السعد ، ووهبه الله النصر والظفر ، وأعطاه الحكمة البالغة ، ومنحه شجاعة ما فوقها شجاعة ، وبسالة لم توجد بأحد البسلاء ، ولما رأى ـ حفظه الله وأبقاه ـ دول النفاق الائتلافي تزأر لمحو الإسلام ـ وهو أحد أركانه الناهضين لإحيائه ـ أبت نفسه الشريفة الصبر على هذا الضيم ، فكان أول من استل سيف الجهاد وأصدر أمره لأسطوله المظفر بسحق العدو ، الذي جاء بأسطوله لأبواب دار الخلافة من جهة الدردنيل ، وكان ذلك حيث حقت كلمة الله جل وعلا ، وتمثلت بوجهه الصبوح (الم* غُلِبَتِ الرُّومُ) وبعد أن بطش الأسطول العثماني الذي أوجده جمالنا العظيم تلك البطشة الكبرى ، وفاز باللذة التي لم يفز بها غير الجسور ، صاح بالمسلمين : حي على الجهاد ، حي على الانتقام.