أخبرنا أبو الحسن السّلمي الفقيه ، أنا أبو عبد الله محمّد بن أبي نعيم النّسوي ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم ، نا أبو بكر ، نا محمّد بن بكر ، نا ابن الفرج ، عن الأصمعي قال (١) :
خطب عبد الملك بن مروان فحصر فقال : إنّ اللسان بضعة من الإنسان ، وإنّا لا نسكت حصرا ولا ننطق (٢) هذرا ، ونحن أمراء الكلام ، فينا وشجت (٣) عروقه ، وعلينا تهدّلت (٤) أغصانه ، وبعد مقامنا هذا مقام ، وبعد أيامنا هذا أيام يعرف فيها فصل الخطاب ، ومواقع (٥) الصواب.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد بن المسلمة ، والحسن بن أحمد بن عبد الله بن البنّا ، وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد العلّاف ، قالوا : أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمّامي ، أنا أبو طاهر بن أبي هاشم شيخنا ، نا موسى بن عبيد الله ، نا ابن أبي سعد ، نا محمّد بن إسحاق السهمي ، قال : حدثنا هذا الشيخ ـ يعني أبا سفيان الكوفي ـ عن جعفر بن عقبة الحنظلي قال : قيل لعبد الملك بن مروان : أسرع إليك الشيب ، فقال : شيبني كثرة ارتقاء المنبر مخافة اللحن (٦).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن يونس ، نا الأصمعي ، قال :
أراد عبد الملك قتل رجل ، فقال له : يا أمير المؤمنين إنّك أعزّ ما تكون أحوج ما تكون إلى الله ، فاعف له ، فإنّك به تعان ، وإليه تعاد ، فخلّى سبيله.
قال : ونا عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، نا الرياشي ، عن الأصمعي ، قال (٧) :
قيل لعبد الملك بن مروان : عجّل عليك الشيب ، فقال : وكيف لا يعجّل عليّ وأنا
__________________
(١) الخطبة في البداية والنهاية بتحقيقنا ٩ / ٧٨.
(٢) الأصل : «ينطق» والتصويب عن م والبداية والنهاية.
(٣) البداية والنهاية : رسخت.
(٤) البداية والنهاية : تدلت.
(٥) البداية والنهاية : وموضع الصواب.
(٦) الخبر في البداية والنهاية بتحقيقنا ٩ / ٧٨.
(٧) البداية والنهاية بتحقيقنا ٩ / ٧٩ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠ ص ١٤١) وسير أعلام النبلاء ٤ / ٢٤٨.