أنبأنا أبو علي الحدّاد ، وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (١) ، نا بكر بن سهل ، نا عبد الله بن يوسف ، نا يحيى بن حمزة ، عن ثور بن يزيد ، عن علي بن أبي طلحة ، عن عبد الملك (٢) ، عن أبي ذر.
أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم واصل بين يومين وليلة ، فأتاه جبريل فقال : إنّ الله قد قبل وصالك ولا يحلّ لأحد بعدك ، وذلك لأنّ الله قال : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ)(٣) فلا صيام بعد الليل ، وأمرني بالوتر بعد الفجر.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، أنا محمّد بن علي الحسني ، نا محمّد بن العباس الحذّاء ، نا علي بن عبد الرّحمن بن عيسى بن ماتي (٤) ، نا محمّد بن إبراهيم العامري ، نا محمّد بن راس الجمال (٥) ، نا عيسى بن عبد الله ، عن أبيه ، وحسين بن زيد ، عن أبيه ، عن أبيه (٦) ، عن عبد الملك بن أبي ذرّ الغفاري ، قال :
أمرني أبي بصحبة سلمان الفارسي ، فصحبته إلى الشام ، فرابطنا بها حتى إذا انقضى رباطنا أقبلنا نريد الكوفة ، فلما أتينا إلى النّجف قال لي سلمان : أهي هي؟ قال : قلت : نعم ، واها لك أرض البلية وأرض التّقية ، والذي نفس سلمان بيده إنّي لأعلم أنّ لك زمانا لا يبقى تحت أديم السماء مؤمن إلّا وهو فيك ، أو يحنّ إليك ، والذي نفس سلمان بيده كأنّي أنظر إلى البلاء يصبّ عليك صبّا ، ثم يكشفه عنك قاصم الجبارين ، والذي نفس سلمان بيده ما أعلم أنه تحت أديم السماء أبيات يدفع الله عنها من البلاء والحزن إلّا دون ما يدفع عنك إلّا أبياتا أحاطت ببيت الله الحرام أو بقبر نبيه عليهالسلام ، والذي نفس سلمان بيده كأني أنظر إلى المهدي قد خرج منك في اثني عشر ألف عنان ، لا يرفع له راية إلّا أكبّها الله لوجهها ، حتى يفتح مدينة القسطنطينية.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن
__________________
(١) في م : «سليمان بن أحمد بن بكير بن سهل» تصحيف.
(٢) في م : عبد الله ، تصحيف.
(٣) سورة البقرة ، الآية : ١٨٧.
(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٦٦.
(٥) في م : الحبال.
(٦) «عن أبيه» لم تكرر في م ، وقد مرّ في أول الترجمة أن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنه والد زيد بن علي يروي عن عبد الملك.