بعثه في حاجة فأبطأ عليه ، فقال : ما حبسك عليك لعنة الله ، فقالت له : لا تفعل يا أمير المؤمنين ، فإنّي سمعت أبا الدّرداء يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا يدخل الجنّة لعّان» [٧٤٤٥].
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمذاني (١) الواعظ ـ بمرو ـ أنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة الخباز ـ ببغداد ـ أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي ، نا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، أخبرني العباس بن هشام بن محمّد ، عن أبيه قال : أخبرني عمر بن بشير ـ رجل من الأزد ـ.
أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج : إنّما مثلي ومثل أهل العراق كما قال الأوّل (٢) :
إنّي وإيّاهم كمن نبّه القطا |
|
ولو لم ينبه باتت الطير لا تسري |
أناة وحلما وانتظارا بهم غدا |
|
فما أنا بالواني ولا الضّرع الغمر |
أظنّ صروف الدّهر والجهل منهم |
|
ستحملهم (٣) مني على مركب وعر |
ألم تعلموا (٤) انّي تخاف عرامتي (٥) |
|
وأنّ قناتي لا تلين على القسر |
فما بال من أسعى لا خير عظمه |
|
حفاظا وينوي من سفاهة كسري |
أعود على ذي الجهل والذنب منهم |
|
بحلم ولو عاقبت غرّقهم بحري |
قال ونا أبو بكر ، حدثني محمّد بن الحسين ، حدثني يوسف بن الحكم ، حدثني عبد السلام مولى مسلمة ، قال :
قال عبد الملك بن مروان لمحمد بن عطارد التميمي : يا محمّد احفظ عني هذه الأبيات واعمل بهن ، قال : هاتها يا أمير المؤمنين ، قال :
إذا أنت جاريت السفيه كما جرى |
|
فأنت سفيه مثله (٦) غير ذي حلم |
__________________
(١) الأصل وم : الهمداني ، بالدال المهملة.
(٢) الأبيات الثاني والثالث والرابع في مروج الذهب ٣ / ١٥٩.
(٣) الأصل : سيحملهم ، وبدون إعجام في م ، والمثبت عن مروج الذهب.
(٤) الأصل : يعلموا ، وبدون إعجام في م ، والمثبت عن مروج الذهب.
(٥) العرامة : الشراسة والأذى.
(٦) كتبت بالأصل فوق الكلام.