هارون بن سفيان ، عن عبيد الله بن (١) محمّد التيمي ، قال : سمعت أبي يحدّث ، نا جعفر بن عطية ، عن (٢) قبيصة بن ذؤيب ، عن أبيه (٣) ، قال :
كنا نسمع نداء عبد الملك بن مروان من وراء الحجرات : يا أهل النّعم لا تغالوا شيئا منها مع العافية ، وكان قد أصابه داء في فمه.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، قال : وحدثني أبو عبد الرّحمن الأزدي ، قال : قال أبو مسهر : قيل لعبد الملك بن مروان في مرضه : كيف تجدك يا أمير المؤمنين ، قال : أجدني كما قال الله تعالى : (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)(٤)(٥).
أخبرنا أبو رجاء محمود بن يحيى بن أحمد بن محمود الثقفي ، وأبو القاسم محمود بن عبد الواحد بن أبي بكر ، وأبو الفضائل أحمد بن حمد بن محمّد بن الفراء ، وأبو سعيد عبد الجبار بن محمّد بن أبي القاسم ، قالوا : أنا القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي ، نا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ـ بنيسابور ـ نا الحسن بن محمّد بن إسحاق الإسفرايني ، نا محمّد بن زكريا الغلّابي ، نا ابن عائشة ، عن أبيه ، عن الشعبي قال :
ما حسدت أحدا على كلام تكلم به ما حسدت عبد الملك بن مروان ، فإنّي سمعته يقول : اللهمّ إنّ ذنوبي عظام ، وإنها صغار في جنب عفوك ، فاغفرها لي يا كريم (٦).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطّبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أبو عبد الرّحمن الخزاعي ، نا عبد الله بن أحمد بن شبّويه ، نا محمّد بن نصر ، نا عبد الله بن المبارك ، عن المفضّل بن فضالة ، عن أبيه قال :
استأذن قوم على عبد الملك بن مروان وهو شديد المرض ، فقالوا له لما به فقالوا : إنّما ندخل لنسلّم قياما ثم نخرج ، فدخلوا عليه وقد أسند خصي إلى صدره وقد اربدّ لونه ، وحد
__________________
(١) ما بين الرقمين سقط من م.
(٢) الأصل : عن ابن قبيصة.
(٣) ما بين الرقمين سقط من م.
(٤) سورة الأنعام ، الآية : ٩٤.
(٥) الخبر في البداية والنهاية بتحقيقنا ٩ / ٨٢ ومروج الذهب ٣ / ١٩٧.
(٦) تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠) ص ١٤٢ ـ ١٤٣