مروان وال أحمد منه عند أهل المدينة ، ولا أجدر أن يقرب أهل الخير ويعرف قدرهم ، وكان يتعفّف (١) في حالاته كلها.
قال : ونا أبي ، نا الواقدي ، عن أفلح بن حميد ، قال (٢) : حين نزع النّصري توجّع القاسم بن محمّد وجزع ، وقال رجل قد عرفناه ، وعرفنا مذاهبه ، وأمناه يأتينا غرّ لا ندري (٣) ما هو.
أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، نا أبو بكر البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل ، نا أبي ، نا مصعب بن عبد الله (٤) ، حدّثني مصعب بن عثمان ، قال :
كان عبد الواحد بن عبد الله النّصري عامل المدينة ، وكان رجلا صالحا ، وكان بارز الأمر ، لا يستر شيئا ، فإذا أتي برزقه في الشهر وكان ثلاثمائة دينار كان يقول : إنّ الذي يخون بعدك لخائن.
قال : ونا أبي ، نا الواقدي ، قال : سمعت أفلح بن حميد يقول : ما كان النّصري يعدو قول القاسم وسالم ، وما كان لبني مروان وال أحمد منه عند أهل المدينة ، وقد حدث عن واثلة بن الأسقع ، وكان يؤخذ عنه العلم.
وقال مصعب : ثبت وقف الزبير عنده ، فهو ثابت إلى (٥) اليوم بقضيته ، وقد ثبت عنده أوقاف من أوقاف أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى اليوم (٦).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا الحسين بن عليل العنزي ، نا مسعود بن بسر ، نا الأصمعي ، عن مالك بن أنس قال :
كان سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت فاضلا عابدا كثير الصلاة ، فأريد على قضاء المدينة ، فامتنع ، فكلّمه إخوانه من الفقهاء وقالوا له : لقضية تقضبها بحقّ أفضل من كذا وكذا
__________________
(١) الأصل : «تعقف» وبدون إعجام في م.
(٢) تهذيب الكمال ١٢ / ١٢٣.
(٣) الأصل وم : «يدري» والمثبت عن تهذيب الكمال.
(٤) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٢ / ١٢٣.
(٥) «إلى» شطبت بالأصل ، وشطب بعدها أيضا «ألف واللام» في اليوم. والمثبت يوافق م وتهذيب الكمال.
(٦) «إلى اليوم» ليس في تهذيب الكمال.