أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم ، نا سليمان بن أحمد.
ح وأخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون قالا : نا أبو زرعة (١) حدّثني عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل (٢) ، عن جده إبراهيم بن أبي شيبان قال : سمعت إسماعيل بن عبيد الله يقول : لما حضرت أبي الوفاة ، جمع بنيه ، فقال : يا بنيّ عليكم بتقوى الله ، وعليكم بالقرآن فتعاهدوه ، وعليكم بالصدق حتى لو قتل أحدكم قتيلا ، ثم سئل عنه ، أقرّ به ، والله ما كذبت كذبة منذ قرأت القرآن ، وعليكم بسلامة الصدور لعامة المسلمين ، فو الله ، لقد رأيتني ، وإني لأبرح من بابي ، فما ألقى مسلما ، إلّا والذي في نفسي له ، كالذي في نفسي لنفسي ، أفتروني أحب لنفسي إلّا خيرا؟.
أخبرنا أبو محمّد ، نا أبو محمّد ، أنا أبو محمّد ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٣) ، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل ، نا إبراهيم بن أبي شيبان عن عمه ـ داود بن نافع ـ قال :
عدت (٤) عبد الله بن أبي مهاجر ، وابن أبي زكريا فقال له بعض القوم : أبشر يا أبا الوليد ، فقال : ما استعفيت الله من شكو أصابني منذ عقلت ، ولا لقيت أحدا إلّا بالذي في نفسي.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنا أحمد بن محمّد بن دوست العلاف ، أنا أحمد بن الحسن بن سلمان ، نا الحسن بن علي بن شبيب ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا عباس بن نجيح أبو الحارث ، نا ابن أبي شيبان ، وأبو سعد يقال له مدرك قالا : خرج عطية بن قيس (٥) ويونس بن ميسرة وبلال بن سعد يعودون عبيد الله بن أبي المهاجر أبو إسماعيل في منزله في سقيفة كعب ، فلما دخلوا عليه قال لهم : ما استعفيت الله قط من مرض أصابني ، ولا لقيت أحدا بغير ما في نفسي ، فلما نزلوا من عنده قالوا : لقد صغر إلينا هذا الرجل أنفسنا.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٦) أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال : في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام : عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي.
__________________
(١) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٨٥.
(٢) ترجمته في تهذيب التهذيب ٦ / ٢٩٤.
(٣) تاريخ أبي زرعة ١ / ٥٨٥ ـ ٥٨٦.
(٤) الأصل : عذب ، والصواب عن م وأبي زرعة.
(٥) الأصل وم : قبيس ، تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٢٤.
(٦) في م : الكناني ، تصحيف.