تصلي علي ، وأن تخلي بيني وبين بقية أصحابي فيكونوا هم الذين يلوني ويصلّون عليّ قال : فركب في اليوم الذي مات فيه فإذا كل طريق قد ضاق بأهله فقال : ما بال الناس؟ فقالوا : صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم توفي ، عبد الله بن المغفّل ، قال : فوقف دابته حتى أخرج به ثم قال : لو لا أنه طلب إلينا شيئا فأعطيناه إياه لسرنا معه وصلّينا عليه ، قال : يقول الحسن لا أبا لك أتراه فرقا من الخبيث.
أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، وأبو علي بن السّبط ، وأبو غالب بن البنا قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا بشر بن موسى ، نا هوذة بن خليفة ، نا عوف عن خزاعي بن زياد بن محمّد وقال ابن رضوان عن محمّد بن عبد الله بن مغفّل المزني قال : أري عبد الله بن مغفّل أن الساعة قامت وأن الناس حشروا فجعلوا يعرضون على مكان عليه عارض ، قد علمت في منامي أنه من جاز ذلك المكان فقد نجا ، فذهبت أدنو منه لأنجو زعمت (١) فقال (٢) : وراءك أين تريد أن تنجو وعندك ما عندك ، كلا والله ، فرجعت ، واستيقظت من الفزع ، قال : فأيقظ أهله وعنده تلك الساعة عيبة مملوءة دنانير فقال : يا فلانة أرني تلك العيبة ففتحها وفتح ما فيها فعرف رؤياه قال : فما أصبح حتى قسمها جميعا صررا فلم يدع منها دينارا واحدا.
فلما كان المرض الذي مات فيه أوصى أهله فقال : لا يليني إلّا أصحابي ، ولا يصلّي عليّ ابن زياد ، فلما مات أرسلوا إلى أبي برزة الأسلمي (٣) وإلى عائذ بن عمرو (٤) وإلى نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالبصرة فولوا غسله وتكفينه فما زادوا على أن طووا يدي قمصهم ورفعوا قمصهم في حجزهم ثم غسلوه وكفّنوه ، فلم يزد القوم على أن توضئوا ، فلما أخرجوه من داره إذا ابن زياد في موكبه بالباب فقيل له : إنّه أوصى أن لا تصلي عليه قال : فسار معه حتى بلغ حدّ البيضاء فمال لي البيضاء وتركه.
قال : وحدثنا عوف عن الحسن قال مرض معقل بن يسار مرضا ثقل منه فأتاه ابن زياد يعوده فقال : إنّي محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
__________________
(١) كذا بالأصل وم.
(٢) كذا ، وفي سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٨٥ : فقال لي قائل.
(٣) اختلفوا في اسمه ، قيل نضلة بن عبيد الصحابي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٠.
(٤) هو عائذ بن عمرو بن هلال المزني ، أبو هبيرة البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ٣٨٩ وأسد الغابة ٣ / ٤٣.