لا ينوا في هذه ، فإن أعش أمض (١) لما أريد ، وإن أمت فقد علم الله نيتي.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، وأبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، قالا : أنا منصور بن الحسين ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو عروبة ، حدثني محمّد بن يحيى بن كثير ، نا سعيد بن حفص ، نا أبو المليح (٢) ، عن ميمون ، قال :
بعث إليّ عمر بن عبد العزيز وإلى مكحول وإلى أبي قلابة : ما ترون في هذه الأموال التي أخذت من الناس ظلما؟ فقال مكحول يومئذ قولا ضعيفا كرهه عمر ، قال : أرى أن تستأنف ، فنظر إليّ عمر كالمستغيث بي ، قلت : يا أمير المؤمنين ، ابعث إلى عبد الملك بن عمر فأحضره ، فإنه عندي ليس بدون من رأيت ، قال : يا حارث ادع لي عبد الملك ، فلما دخل عليه قال : يا عبد الملك ما ترى في هذه الأموال التي قد أخذت من الناس ، قد حضروا يطلبونها وقد عرفنا مواضعها ، قال : أرى أن تردّها ، فإن لم تفعل كنت شريكا لمن أخذها.
أخبرنا أبو علي الحدّاد ، وأبو القاسم غانم (٣) بن محمّد بن عبيد الله ، ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد (٤) ، أنا جدي غانم ، وأبو علي الحداد ، وأبو سعد محمّد بن علي بن محمّد ، وأبو منصور محمّد بن (٥) عبد الله بن مندويه.
ح (٦) وأخبرنا أبو طالب محمّد بن محفوظ بن الحسن بن القاسم بن محمود الثقفي ، أنا أبو علي الحداد.
قالوا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا أبو جعفر محمّد بن عاصم الثقفي ، نا الجعفي ـ يعني الحسين بن علي ـ عن محمّد بن أبان قال : جمع عمر بن عبد العزيز قرّاء أهل الشام وفيهم ابن أبي زكريا الخزاعي ، قال : إنّي قد جمعتكم لأمر قد أهمّني ، هذه المظالم التي في يدي أهل بيتي ما ترون فيها؟ قال : فقالوا : ما نرى وزرها إلّا من اغتصبها ، قال : فقال لعبد الملك ابنه : ما ترى أي بني ، قال : ما أرى من قدر على أن يردّها فلم يردها ، والذي اغتصبها إلّا سوءا ، قال : قال : صدقت أي بني ، قال : ثم قال : الحمد لله الذي جعل لي وزيرا من أهلي عبد الملك ابني.
__________________
(١) في المعرفة والتاريخ : أمضي.
(٢) من طريقه الخبر في سيرة عمر لابن الجوزي ص ١٢٦ وحلية الأولياء ٥ / ٣٥٥ ـ ٣٥٦.
(٣) في م : غالب.
(٤) في م : أحمد.
(٥) في م : محمد بن علي بن عبد الله.
(٦) «ح» حرف التحويل سقط من م.