الحسن ، وما رأينا أحدا أعطى الجزيل وغير جزيل من عبد الله بن جعفر ، وما مررنا بأبيات عبيد الله بن العباس في ساعة قط إلّا رأينا عنده قوتا رطبا قال : وكان ينحر كلّ يوم جزورا في مجزرته ، وبه سميت مجزرة ابن عباس ، قال : فقلّت الجزر حتى بلغت خمسة عشر دينارا (١) وعشرين دينارا فعاتبه عبد الله بن جعفر على ذلك وقال : لا يقوم لهذا مال ، فقال : والله لا أدع ذلك أبدا.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر ، نا أحمد بن منصور اليشكري ، أنا أبو مالك ، عن أبي العباس ، عن محمّد بن بشير ، عن أبان بن عثمان.
ح (٢) وأنبأنا أبو علي بن نبهان ، وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الحسن محمّد بن إسحاق ، وأبو علي بن نبهان.
ح (٣) وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر.
قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم ، نا أبو العباس قال : قال ابن سلام : حدّثني أبان بن عثمان قال :
أراد رجل بالمدينة أن يسوء عبيد الله بن العباس بن عبد المطّلب ويضارّ به ، فجعل يأتي وجوه أهل المدينة فيقول : قال لكم عبيد الله بن العباس تغدّوا عندي ، فجاء الناس حتى ملئوا عليه الدار ، وعبيد الله غافل ، فقال : ما شأن الناس؟ قال : جاءهم رسولك أن يتغدّوا عندك ، فعلم ما أريد به ، فأمر بالباب فأغلق ، وأرسل إلى السوق في أنواع الفاكهة ، وذكر الأترجّ (٤) والعسل والموز فشغلهم ، وأمر بالأطعمة فطبخت وشويت فلم يفرغوا من الفاكهة حتى أتوا بالطعام حتى صدروا عنه. فقال عبيد الله : أموجود هذا كلّما شئت؟ فقالوا : نعم ، قال : ما أبالي من أتاني ـ وفي حديث أبي مالك : حين أتوا فأكلوا حتى صدروا عنه ، قال عبيد الله : أموجود هذا كلّما شئت؟ قالوا : نعم ، قال : فما أبالي من أتاني ـ.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت إسماعيل بن محمّد بن الفضل بن محمّد الشّعراني يقول : سمعت جدي يقول : سمعت عبيد الله بن محمّد العائشي يقول :
قدمت امرأة إلى البصرة في سنة شهباء ومعها ابنان لها ، فلم يأت عليها الحول حتى
__________________
(١) الأصل وم : دينار.
(٢) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٣) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٤) الأترجّ : شجر يعلو ، ذكي الرائحة ، حامض ، كالليمون الكبار (المعجم الوسيط).