فبين لي بقول غير ذي خلف (١) |
|
أبا الصريمة يمضي عنك أم ياس |
قال : فرفعت رأسها وقالت لي : اخسأ ، فوقع في قلبي مثل جمر الغضا ، فانصرفت عنها وأنا حزين (٢) قال : ثم رجعت [(٣) إلى رأس البئر ، فإذا هي على رأس البئر فقالت :
هلمّ نمح الذي قد كان أوله |
|
ونحدث الآن إقبالا من الراس |
حتى نكون ثبيرا في مودتنا |
|
مثل الذي يحتذى نعلا بمقياس |
فانطلقت معها إلى أبيها فتزوجتها ، فابني عليّ منها.
أخبرني أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي ، نا محمد بن أحمد بن وردان ، قال سمعت أبا عمير يقول : سمعت نصر ـ يعني ابن عمرو ـ يقول : صرت إلى منزل الأصمعي ، فخرجت إليّ جارية ، فقلت لها : أين مولاك ، فذكرت غلاما أظنه في البيت يكذب على الأعرابي وقد قدمنا توثيق جماعة من الأئمة له ، فلا يلتفت إلى قوله .... (٤) فيه.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السّنجي المؤذن بمرو ، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المديني المؤذن بنيسابور ، نا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ـ إملاء ـ أنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد ، ثنا إبراهيم بن عبد الواحد العبسي ، ثنا وزيرة بن محمد الغساني ، حدثني عبد الله بن محمد البلخي حدثني الحرمازي قال : جلست إلى الأصمعي وهو جالس إلى سارية في المسجد فقلت : حدثني. فقال : ما أجد حديثا أدنى من حديث قد ضاق له صدري ودرعي. دخلت يومي هذا دار بني المهلب ، فقرأت على قبر عروة بن يزيد :
يا عاذل القلب عن ذكر السنيات (٥) |
|
عما قليل ستثوى بين أموات |
فاذكر محلك قبل الحلول به |
|
وتب إلى الله من لهو ولذات |
إذا الحام (٦) له وقت إلى أجل |
|
واذكر مصائب أيام وساعات |
لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها |
|
قد آن للموت يا ذا اللب أن يأتي |
__________________
(١) عن تاريخ بغداد ، وبالأصل وم : حلف.
(٢) عن م وتاريخ بغداد وبالأصل : «حين»؟.
(٣) بياض بالأصل من هنا ، وما استدرك بين معكوفتين عن م.
(٤) كلمة غير واضحة في م.
(٥) كذا رسمها في م.
(٦) كذا رسمها في م.