وفي اليوم التالي ركب الشيخ الشرقاوي ومعه العلماء وتبعتهم الجماهير. وسار الموكب إلى منزل الشيخ السادات وهو من كبار العلماء وكان منزله قريبا من قصر إبراهيم بك. فأفزعه مواكب الشعب الثائرة فبادر بإرسال رئيس ديوانه أيوب بك ليسأل العلماء عن مطالبهم وحاول التنصل من إجابة مطلب الشعب .. ولكن العلماء أصروا على موقفهم وتقاطرت الجماهير صوب الأزهر .. وبدأت ثورة وطنية عاصفة.
هال ابراهيم بك ما بلغه .. وأرسل إلى العلماء يعتذر .. وفي اليوم التالي توجه والي مصر العثماني إلى منزل إبراهيم بك واجتمع مع أمراء المماليك حيث أرسلوا إلى العلماء ليجتمعوا بهم. فحضر الإمام الشرقاوي والسيد عمر مكرم والشيخ السادات والشيخ البكري والشيخ الأمير .. وانتهى الاجتماع بالموافقة على مطالب الشعب التي قدموها وتتلخص في :
«عدم فرض أية ضريبة إلا إذا أقرها مندوبو الشعب. وينزل الحكام على مقتضى أحكام المحاكم. ولا تمتد يد أي سلطان الى أي فرد إلا بالحق» وتم تحرير وثيقة تتضمن هذه القرارات .. ورجع العلماء يحيط بهم موكب من الأهالي وبهم يهتفون «حسب ما رسمه ساداتنا العلماء بأن جميع المظالم والمكوس والحوادث لاغية من جميع الديار المصرية».
ويجمع أكثر المؤرخين على أن هذه الوثيقة كانت بمثابة اعلان حقوق الانسان سبقت بها مصر غيرها من الشعوب. وذلك قبل اعلان الثورة الفرنسية لميثاق حقوق الإنسان.
إحتفال الأزهر بعيده الألفي
ومن إحتفال الأزهر بعيده الألفي وأعلن فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر في كلمته أن رسالة الأزهر ليست من الرسالات المحلية بل رسالته تجاوزت توصيل المعرفة للفرد والجماعة إلى تنمية العلاقات بين الشعوب العربية والإسلامية باعتبارها أمة واحدة تجمعها أخوة الإسلام.