الحديث وصورا سريعة لطبوغرافية بطبرسبرج في ذلك الحين ؛ وهذا العمل مكتوب بصورة لامعة ولا يزال محتفظا بقيمته العلمية إلى اليوم.
وللطنطاوي كتاب عنوانه «النحو العربي» أو قواعد اللغة العربية» ، وهو أول كتاب كتبه كاتب عربي باللغة العربية للتدريس في جامعات روسيا ومعاهدها العالية ، وهو موضع اهتمام المستشرقين ، ونال شهرة كبيرة في كل دوائر الاستشراق الأوروبي. الى كتب أخرى ألفها الشيخ ، وأحصاها كلها كراتشكوفسكي في كتابه القيم.
٥ ـ كان الطنطاوي يجيد عدا العربية الفرنسية والروسية والفارسية والتركية واللغة التترية ، ويقول كراتشكوفسكي : انه كان إلى جانب اللغة العربية له إلمام بست لغات أخرى ، وإن هذا أفق كان بعيدا عن مواطنيه في ذلك الحين (١).
٦ ـ إن هذا الكتاب القيم لتاريخ حي من تاريخ مصر وأزهرها في العصر الحديث فهو ينطق بعظمة الفكر المصري في أول عصر النهضة ، ويصور الحياة الثقافية في مصر وحياة الأزهر العلمية في القرن التاسع عشر تصويرا صادقا أمينا وهو من أجمل الكتب التي أخرجتها المطبعة العربية ، والفضل في ذلك راجع إلى عمل المؤلف وعمل الترجمة وعمل المراجعين الفاضلين الذي ينم عن جهد كبير بذلاه فيه.
والكتاب مقسم إلى :
١ ـ توطئة أو مقدمة تحدث فيها المؤلف عن مصادر حياة الطنطاوي وعن ظروف قيامه بهذه الدراسة.
٢ ـ ثم ثلاثة فصول : الأول عن «الطنطاوي في مصر وسفره الى روسيا» ، والثاني عن «الطنطاوي في روسيا» ، والثالث عن «مصنفات الطنطاوي».
__________________
(١) ١٠٢ تاريخ حياة الشيخ محمد عياد الطنطاوي