(بالاقتصار) وقد حضر هذا الدرس عدد عظيم من الناس. وأثبت أسماء الحاضرين ..
وذكر لنا المقريزي وصفا حيا لصلاة الجمعة ، كما كان يقيمها الخلفاء الفاطميون في الجامع الأزهر في شهر رمضان : فكان صاحب بيت المال يذهب مبكرا إلى الأزهر ليشرف بنفسه على تنظيفه وتنظيمه واعداده لصلاة الجمعة للخليفة ، فيفرش الحرم بالسجادات اللطيفة والحصر ، ثم تغلق أبواب المسجد ويجعل عليها الحجاب والبوابون. وكانت توضع في المقصورة ثلاث طنافس دمقسية او سامانية بيضاء بعضها فوق بعض ، وتوضع فوق الجميع الحصيرة التي يقال انها كانت لجعفر الصادق وأحضرت الى مصر سنة ٤٠٠ ه (١٠٠٩ م) في عهد الحاكم بأمر الله ، وكان ينصب على جانبي المنبر ستران احمران رقيقان كتب على الأيمن البسملة والفاتحة وسورة الجمعة وعلى الآخر البسملة والفاتحة وسورة المنافقين ، ويقوم قاضي القضاة قبل قدوم الخليفة بتبخير القبة التي يقف تحتها الخليفة وقت إلقاء الخطبة ، وكان يضعها أحد كتاب البلاد. وكان الخليفة في هذا اليوم يرتدي ثوبا من الحرير الأبيض ، ويتعمم بعمامة من الحرير الأبيض الدقيق كذلك ، ويحمل في يده قضيب الملك ويحف به عدد كبير من الأشراف والعلماء والعسس وحرسه الخاص.
وكان الخليفة يركب بين قرع الطبول ورنين الصنوج وقراءة القرآن بنغمات شجية ، بعد ان يسلم لكل واحد من مقدمي الركاب أكياس الذهب والفضة ، ويستمر الحال كذلك إلى أن يصل الخليفة الى قاعة الخطابة ويظل في القاعة حتى ينتهي الأذان. حينئذ يخرج ويأخذ مكانه تحت قبة المنبر ، فيقف الوزير على باب المنبر ووجهه للخليفة ، فاذا أومأ إليه صعد فقبل يدي مولاه ورجليه وزر سترى الحرير عليه ، وبذلك يكون المنبر والقبة كالهودج ، ثم ينزل الوزير وينتظر على باب المنبر ، فاذا لم يكن الوزير صاحب السيف ، فان قاضي القضاة هو الذي يزر السترين. وكانت الخطبة التي يلقيها الخليفة قصيرة تشتمل على آية من القرآن. ثم يذكر الخليفة