جانب ، لم نفعل ذلك ، بل إن جماعتنا نفسها في حاجة إلى إصلاح ذات بينهم والعمل على جمع كلمتهم ، وتأليف قلوبهم.
إني أتهم رجال الدين ـ وأنا منهم ـ وعزيز علي أن أتهم نفسي ورفاقي وعهدي بهم أن يكونوا رجال ورع وتقى ، ورشاد وهدى.
ومن بحث له عن «الإشتراكية في الإسلام» :
لا ريب ان في الاسلام يؤيد الملكية الفردية ، والاقتصاد الإسلامي اقتصاد رأسمالي ، له شأنه في الإسلام ، بل هو يقوم على الأسس الثلاثة : المصلحة الشخصية كهدف ، المزاحمة كوسيلة ، الحرية كشرط. ولكن قيام الملكية في الاسلام على هذه الأسس ليس على إطلاقه ، بل يصاحبها في كل اتجاهاتها العامل الأخلاقي ، فهو في تلك الأركان الثلاثة عنصر جوهري فيها لازم لها ، إن هدف الإسلام هو تكوين مجتمع مثالي ، فالعامل الأخلاقي يسير معه جنبا إلى جنب ، بل يكون رائده ، فإذا انحرف السلوك الاجتماعي رده العامل الأخلاقي بقوة إلى الاستقامة ليكون ضابطا عاما في مصلحة المجتمع ، وعلى هذا الاعتبار نجد ان العيوب التي أخذت على الأسس الثلاثة في الاقتصاد الشائع في امريكا وفي اوروبا ليس لها أثر في الاقتصاد الإسلامي ، لأن المصلحة الشخصية في الرأسمالية الفردية في الغرب تجرف كل شيء يقف في طريق الانتاج أو العبث به ، فهي لا تبالي بالعامل الأخلاقي ، ولا بمصلحة المجتمع ، بل هي تنكره ، ولا تتعرف عليه. أما الرأسمالية في الإسلام ، فإن مصلحة المجتمع عنصر لا غنى عنه فيها ، كما أن الإسلام دين له منهج ثابت هو تطهير المجتمع من عوامل الفساد ، ويمتاز بطابعه الذي يقرن الأعمال بالخلق والعقيدة ، فلا ضرر ولا ضرار .. وهو يناهض تكديس الثروات ، وتجميعها في يد فئة قليلة ، وحرمان الأكثرية من ضرورات العيش ، ورنق الحياة ، وما كانت الناحية الروحية في القرآن الكريم إلا تهذيبا للأمم ليعيش الناس في ظلال الأخوة والمساواة والمودة والأمن والاطمئنان ، ويكون التعاون بينهم على الجد والتفاني في الصالح