عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (١) ، نا سليمان بن حرب ، حدّثني حمّاد بن زيد عن ابن عون عن الحسن :
أن عمر لقي علقمة بن علاثة في جوف الليل ، وكان عمر يشبه بخالد بن الوليد. قال :فقال له علقمة ، يا خالد ، أعزلك هذا الرجل ، أبى هؤلاء القوم إلّا شحّا ، قد جئت وأنا أريد أن أسأله حاجتين هاهنا لنا (٢) هلكت ، فأردت أن أسأله ، وابن عم لي أردت أن أسأله أن يفرض له ، فأما إذا فعل بك هذا فلن أسأله شيئا ، فقال له عمر : قليلا قليلا هيه فما عندك؟ قال : هم قوم لهم علينا حق فنؤدي حقهم وأجرنا على الله ، قال : فلما أصبحوا دخل الناس على عمر ودخل عليه علقمة وخالد بن الوليد ، قال : فأقبل عمر على خالد ، فقال : هيه ما يقول لك علقمة منذ الليلة؟ قال : والله ما قال لي شيئا. قال : تحلف أيضا؟ قال : قيل للحسن : فما كان يقول علقمة؟ قال : كان والله يفرق.
قال (٣) : ونا سليمان بن حرب ، نا حمّاد بن سلمة عن حميد ، عن أبي نضرة بمثله في هذا الحديث ، قال : جعل علقمة يقول لخالد : خلّ يا خالد ، خلّ يا خالد. قال : فقال عمر : أما إنه قد قال كلمة لئن تكون في كل مسلم أحب إليّ من حمر النعم.
قال : هم قوم لهم علينا حق ، فنؤدي حقهم ، وأجرنا على الله.
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأ أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني محمّد بن مسلمة ، عن مالك بن أنس قال :
كان عمر رجلا جسيما أصلع ، وكان يشبه خالد بن الوليد ، وأنه خرج سحرا ، فلقيه شيخ فقال : مرحبا بك يا أبا الوليد ـ يعني خالدا ـ فردّ (٤) عليه عمر ، فقال : عزلك ابن الخطاب؟ قال له عمر : نعم ، قال : لا يشبع ، لا أشبع الله بطنه ، فما ذا عندك؟ قال : ما عندي إلّا سمع وطاعة ، قال : فلما أصبح بعث إلى خالد بن الوليد فقال : أي شيء قال لك الرجل؟ قال : ما قال لي شيئا ، قال : فقال الرجل قد كان بعض ذلك ، فاعف ، عفا الله عنك ، فضحك عمر وأخبرهم الخبر ، وقال : لأن يكون من ورائي على مثل رأيك أحبّ إلي من كذا وكذا.
__________________
(١) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٢ / ٣٦ ـ ٣٧.
(٢) كذا بالأصل وم والمعرفة والتاريخ.
(٣) الخبر في المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٧.
(٤) الأصل : رد ، والمثبت عن م.