زكريا عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال (١) :
ارتد علقمة بن علاثة عن دينه بعد النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأبى أن يجنح للسلم [فقال أبو بكر : لا نقبل منك إلّا سلم مخزية أو حرب مجلية ، قال : فقال : ما سلم مخزية؟ قال : تشهدون على قتلانا أنهم في الجنة ، وأن قتلاكم في النار ، وتدون قتلانا ، ولا ندي قتلاكم ، فاختاروا سلما مخزية](٢).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، ابنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدثني محمّد بن محمّد (٣) القطان ، نا أحمد بن شبويه ، حدثني سليمان بن صالح ، نا ابن المبارك ، عن ابن عون ، عن الحسن :
أن علقمة بن علاثة لقي عمر في الليل ، فقال له : وهو يرى أنه خالد بن الوليد ـ حين نزعه عمر ـ لم نزعك ، لا أبا لك وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يستعين بك ، فلم نزعك؟ في كلام طويل.
قال : وأنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السري بن يحيى ، أنبأ شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن داود بن أبي هند ، عن الحسن بن أبي الحسن قال :
لما قدم خالد ، بعد ما عزله عمر ، المدينة ، فقدم علقمة بن علاثة المدينة ، وكان أول من لقيه عمر ، وكان يشبه خالدا ، فقال علقمة : خالد؟ فقال عمر : خالد. قال : أنزعك عمر كما بلغني ، قال : نعم ، فقال : أما شبع عمر ، لا أشبع الله بطنه ، فقال عمر : ما شبع لا أشبع الله بطنه ، فقال علقمة : أما إني قد قدمت ، وأنا أريد أن أسأله ، فأما الآن : فلا أريد أن أسأله عن شيء ، فانصرف عمر ، وانصرف علقمة ، فلما أصبح عمر أرسل إلى علقمة وأرسل إلى خالد ، فقال عمر لعلقمة : يا علقمة ، ما ذا قلت لخالد البارحة حين لقيته؟ وما ذا قال لك؟ وقص عليه القصة ، فقال خالد : يا أمير المؤمنين ، والله ما لقيته قبل الآن ، قال علقمة : اللهم غفرا ، فجعل خالد يحلف ويقول علقمة : اللهم غفرا يا أبا سليمان ، فقال عمر : كلاكما صدق. فأجاز علقمة وقضى له حوائجه.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأ أبو الحسين بن الفضل ، أنبأ
__________________
(١) تقدم الخبر من هذه الطريق قريبا.
(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل ، وهو مثبت أيضا على هامش م.
(٣) «بن محمد» ليس في م.