ورحمة الله ، وقل : إنّ عمّك أرسلني إليك يسألك لم رددت عليا وتزوجت عقيلا؟ فلما جاءها استأذن عليها ، فقالت : من هذا؟ فقال : معتب مولى عثمان ، فقالت : ادخل ، مرحبا ، فدخل فأبلغها رسالة عثمان ، فقالت له : نعم ، أمر بمعروف ، إنّي وجدت عليا قتل الأحبّة (١) ، ووجدت عقيلا قاتل معهم ، أخرج أبا يزيد ، فخرج عليّ شيخ أعقف (٢) في ملحفة مورّسة (٣).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا الحميدي ، نا سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء قال : رأيت عقيل بن أبي طالب شيخا كبيرا يمتح برشاء من زمزم ، قد بلّ الماء أسفل قميصه.
أنبأنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداذ ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي ، أنبأ عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة (٤) ـ أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، حدّثنا خالد بن مخلد القطواني ، نا سليمان بن بلال ، حدّثني جعفر بن محمّد عن أبيه قال : أتى عقيل بن أبي طالب عليّ ابن أبي طالب بالعراق ليعطيه ، فأبى أن يعطيه شيئا ، فقال : إذا أذهب إلى رجل هو أوصل منك ، فذهب إلى معاوية ، فغرف له معاوية.
أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين ، أنا أبو بحر محمّد بن الحسن بن كوثر البربهاري ، نا محمّد بن غالب بن حرب (٥) ، نا مضر بن غسان بن مضر ، نا أبو هلال ، نا حميد بن هلال :
أن عقيل بن أبي طالب سأل عليا ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني محتاج ، وإني فقير ، فأعطني ، قال : اصبر حتى يخرج عطائي مع المسلمين فأعطيكم معهم ، فألح عليه ، فقال
__________________
(١) تعني مقتل أبيها عتبة وعمها شيبة ، وأخيها الوليد يوم بدر ، وقد قتلوا كفارا. وكان عقيل قد خرج يوم بدر وقاتل مع كفار قريش ، وقد أسر ، وكان لا مال له ، ففداه عمه العباس بن عبد المطلب.
(٢) الأعقف : الأعوج المنحني.
(٣) مورسة التي صبغت بالورس ، والورس : بالفتح ثم السكون ، نبات كالسمسم ، ليس إلّا باليمن نافع للكلف طلاء (القاموس المحيط).
(٤) بالأصل : «رحمهالله» بدل «بن حمة» والتصويب عن «ز» ، وم ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٨٢.
(٥) بالأصل وم : «حارث» تصحيف ، والصواب عن «ز» ، وقد مرّ السند قريبا.