وأنّ محمّدا عبده ورسوله» وجاهد في سبيله ـ وزاد ابن سعد بعد قوله ـ قتل شهيدا يوم أجنادين في خلافة أبي بكر الصديق ، وقد كان (١) رسول الله صلىاللهعليهوسلم عام الحج استعمله على هوازن يصدّقها ، فتوفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعكرمة يومئذ بتبالة (٢).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، أنا أبو الربيع الزهراني ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة قال :
لما كان يوم الفتح هرب عكرمة ابن أبي جهل فركب البحر ، فجعلت الصواري ومن في السفينة يدعون الله ويستغيثون به ، فقال : ما هذا؟ قيل : هذا مكان لا ينفع فيه إلّا الله عزوجل ، فقال عكرمة : فهذا إله محمّد الذي كان يدعو إليه ، ارجعوا بنا ، فرجع ، فأسلم ، وكانت امرأته قد أسلمت قبله ، فكانا على نكاحهما.
أخبرنا أبو غالب (٣) محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أبو القاسم علي بن الحسين الشافعي ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خشنام المالكي ، نا أبو خالد يزيد بن النصر القرشي ، نا محمّد بن عبد الأعلى ، نا معتمر بن سليمان ، نا أبي قال :
وأما عكرمة بن أبي جهل ففرّ إلى البحر ليلحق بالحبشة ، فلما رأى أصحاب السفن أعطاهم خرجا فحملوه في سفينة فلما جلس فيها ادّعى (٤) باللّات والعزّى ، قال أهل السفينة : إنّ سفينتنا لا تجري في البحر إلّا بالله وحده لا شريك له ، فادع وإلّا فاخرج من سفينتنا ، فقال عكرمة : لئن كان الله وحده لا شريك له في البحر إنّه لكذلك في البرّ ، وما أسمعني إذن فررت إلّا من الحق ، فرجع فوضع يده في يد النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : هذا مكان العائذ ، إن قتلت قتلت مذنبا مخطئا ، وإن عفوت عفوت عن ذي رحم ، فشهد شهادة الحق ، وبسط رسول الله صلىاللهعليهوسلم يده فبايعه.
أخبرنا أبو غالب أيضا ، أنا أبو الحسن ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٥) قال : سنة ثمان فيها أسلم عكرمة بن أبي جهل.
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن
__________________
(١) الأصل : قال ، والتصويب عن م.
(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٤٤ ـ ٤٤٥.
(٣) استدركت عن هامش م.
(٤) بياض في م.
(٥) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٩٢.