المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكار ، قال : وحدّثني محمّد بن الضحاك بن عثمان الجزامي ، عن أبيه قال :
لما أسلم عكرمة بن أبي جهل قال : يا رسول الله علّمني خير شيء تعلمه حتى أقوله ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «شهادة أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله» ، فشهد عكرمة بذلك وقال : ما ذا أقول يا رسول الله؟ قال : «تقول : أشهد ، وأشهد من حضرني أنّي مسلم مهاجر مجاهد» ، فقال ذلك عكرمة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا عكرمة لا تسألني اليوم شيئا كنت أعطيه أحدا إلّا أعطيتكه» ، قال عكرمة : فإني أسألك أن تستغفر لي يا رسول الله ، فاستغفر له النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال عكرمة : والله لا أدع نفقة كنت أنفقتها في صدّ عن سبيل الله إلّا أنفقت ضعفها في سبيل الله ، ولا قتالا قاتلته إلّا قاتلت ضعفه ، ثم اجتهد في العبادة حتى قتل زمان (١) عمر بالشام شهيدا [٨٢١٣].
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.
[ح](٢) وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأ أبو الحسين (٣) بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا : أنا أبو أسامة عن الأعمش عن أبي إسحاق قال :
لما أسلم عكرمة بن أبي جهل أتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، والله لا أترك مقاما قمته لأصدّ به عن سبيل الله إلّا قمت مثله في سبيله ، ولا أترك نفقة أنفقتها لأصدّ بها عن سبيل الله إلّا أنفقت مثلها في سبيل الله ، فلما كان يوم اليرموك نزل وترجّل يقاتل قتالا شديدا ، فقتل ، فوجدوا به بعضا (٤) وسبعين ما بين ضربة وطعنة ورمية (٥).
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا علي بن عبد العزيز بن مردك ، أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم ، أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال : وجدت في كتاب أبي بخط في هذه يعني عن الشافعي قال : عكرمة بن أبي جهل بن هشام كان محمود البلاء في الإسلام (٦) ، محمود الإسلام حين دخل فيه (٧).
__________________
(١) بالأصل : ومات ، تصحيف ، والتصويب عن م.
(٢) «ح» حرف التحويل أضيف عن م.
(٣) الأصل : الحسن ، تصحيف ، والتصويب عن م.
(٤) الأصل : بضعة ، والتصويب عن م.
(٥) سير أعلام النبلاء ١ / ٣٢٤ والاستيعاب ٣ / ١٥١ وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ١٠٠.
(٦) إلى هنا في سير أعلام النبلاء ١ / ٣٢٤ وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ١٠٠.
(٧) الخبر في تهذيب الكمال ١٣ / ١٥٤.