تحصنوا بالنجير فحاصراهم حتى جهدهم الحصار وأضربهم ونزل الأشعث على الحكم قالوا : وكانت حضرموت أتت كندة منجدة لها فواقعهم زياد والمهاجر فظفرا بهم وارتدت خولان فوجه إليهم أبو بكر يعلى بن منية فقاتلهم حتى أذعنوا وأقروا بالصدقة ، ثم أتى المهاجر كتاب أبى بكر بتوليته صنعاء ومخاليفها وجمع عمله لزياد إلى ما كان فى يده فكانت اليمن بين ثلاثة المهاجر ، وزياد ، ويعلى وولى أبو سفيان بن حرب ما بين آخر حد الحجاز وآخر حد بحران.
وحدثني أبو التمار ، قال : حدثني شريك قال أنبأنا ابراهيم بن مهاجر عن ابراهيم النخعي ، قال : ارتد الأشعث بن قيس الكندي فى ناس من كندة فحوصرا فأخذ الأمان لسبعين منهم ولم يأخذه لنفسه فأتى به أبو بكر فقال : أنا قاتلوك لأنه لا أمان لك إذ أخرجت نفسك من العدة ، فقال : بل تمن على يا خليفة رسول الله وتزوجني فعل وزوجه أخته. وحدثني القاسم بن سلام أبو عبيد ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد عن علوان بن صالح عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن عوف عن أبى بكر الصديق أنه قال : ثلاث تركتهن وودت أنى لم أفعل ، وددت أنى يوم أتيت بالأشعث بن قيس ضربت عنقه فإنه تخيل إلى أنه لا يرى شرا إلا سعى فيه وأعان عليه ، ووددت أنى يوم أتيت بالفجاءة قتلته ولم أحرقه ، ووددت أنى حيث وجهت خالدا إلى الشام وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق فأكون قد بسطت يميني وشمالي جميعا فى سبيل الله.
أخبرنى عبد الله بن صالح العجلى ، عن يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح عن فراس أو بنان ، عن الشعبي أن أبا بكر رد سبايا النجير بالفداء لكل رأس أربعمائة درهم ، وان الأشعث بن قيس استسلف من تجار المدينة فداءهم ففداهم ثم رده لهم ، وقال الأشعث بن قيس يرثى بشير بن الأودح ، وكان ممن