أهل المياه فى الطريق أن يبتنوا منازل فيما بين مكة والمدينة ولم تكن قبل ذلك فإذن لهم واشترط عليهم ان ابن السبيل أحق بالماء والظل.
أمر السيول بمكة
حدثنا العباس بن هشام عن أبيه هشام بن محمد عن ابن خربوز المكي وغيره ، قالوا كانت السيول بمكة أربعة ، منها سيل أم نهشل وكان فى زمن عمر ابن الخطاب أقبل السيل حتى دخل المسجد من أعلى مكة فعمل عمر الردمين جميعا إلا على بين دارببة ، وهو عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف الذي ولى البصرة فى فتنة ابن الزبير اصطلح أهلها عليه ، ودار أبان بن عثمان بن عفان ، والأسفل عند الحمارين ، وهو الذي يعرف بردم آل أسيد فتراد السيل عن المسجد الحرام. قال وأم نهشل بنت عبيدة بن سعيد بن العاصي بن أمية ذهب بها السيل من أعلى مكة فنسب إليها ، ومنها سيل الجحاف والجراف فى سنة ثمانين فى زمن عبد الملك ابن مروان صبح الحاج يوم اثنين فذهب بهم وبأمتعتهم وأحاط بالكعبة فقال الشاعر.
لم تر غسان كيوم الاثنين |
|
أكثر محزونا وأبكى للعين |
إذ ذهب السيل بأهل المصرين |
|
وخرج المخبآت يسعين |
شواردا فى الجبلين يرقين |
فكتب عبد الملك إلى عبد الله بن سفيان المخزومي عامله على مكة ، ويقال بل كان عامله يومئذ الحارث بن خالد المخزومي الشاعر يأمره بعمل ضفائر الدور الشارعة على الوادي ، وضفائر المسجد ، وعمل الردم على أفواه السكك لتحصن دور الناس ، وبعث لعمل ذلك رجلا نصرانيا فاتخذ الضفائر وردم الردم الذي يعرف بردم بنى قراد ، وهو يعرف ببني جمح ، واتخذت ردوم بأسفل مكة