وأمضى أمرها على ما أمضى عليه أمر السواحل. وحدثني شيخ من أهل حمص قال : بقرب سلمية مدينة تدعى المؤتفكة وانقلبت بأهلها فلم يسلم منهم إلا مائة نفس فبنوا مائة منزل وسكنوها فسميت حوزتهم التي بنوا فيها سلم مائة ، ثم حرف الناس اسمها فقالوا سليمة ، ثم أن صالح بن على بن عبد الله بن عباس اتخذها وبنى وولده فيها ومصروها ونزلها قوم من ولده. وقال ابن سهم الأنطاكى : سلمية اسم رومي قديم. وحدثني محمد بن مصفى الحمصي ، قال : هدم مروان بن محمد سور حمص ، وذلك أنهم كانوا خالفوا عليه فلما مر بأهلها هاربا من أهل خراسان اقتطعوا بعض ثقله وماله وخزائن سلاحه.
وكانت مدينة حمص مفروشة بالصخر ، فلما كانت أيام أحمد بن محمد بن أبى إسحاق المعتصم بالله شغبوا على عاملهم الفضل بن قارن الطبري أخى مايزديار بن قارن فأمر بقلع ذلك الفرش فقلع ثم أنهم أظهروا المعصية وأعادوا ذلك الفرش وحاربوا الفضل بن قارن حتى قدروا عليه ونهبوا ماله ونساءه وأخذوه فقتلوه وصلبوه فوجه أحمد بن محمد إليهم موسى بن بغا الكبير مولى أمير المؤمنين المعتصم بالله فحاربوه وفيهم خلق من نصارى المدينة ويهودها فقتل منهم مقتلة عظيمة وهزم باقيهم حتى ألحقهم بالمدينة ودخلها عنوة وذلك فى سنة خمسين ومائتين وبحمص هرى يرده قمح وزيت من السواحل وغيرها مما قوطع أهله عليه ، وأسجلت لهم السجلات بمقاطعتهم.
يوم اليرموك
قالوا : جمع هرقل جموعا كثيرة من الروم وأهل الشام وأهل الجزيرة وأرمينية تكون زهاء مائتي ألف وولى عليهم رجلا من خاصته ، وبعث على مقدمته جبلة بن الأيهم الغساني فى مستعربة الشام من لخم وجذام وغيرهم ، وعزم على محاربة المسلمين فإن ظهروا وإلا دخل بلاد الروم ، فأقام