وكان المأمون وجه على بن هشام المروزي إلى قم وقد عصى أهلها وخالفوا ومنعوا الخراج وأمره بمحاربتهم وأمده بالجيوش ففعل وقتل رئيسهم وهو يحيى بن عمران ، وهدم سور مدينتهم وألصقه بالأرض وجباها سبعة آلاف ألف درهم وكسرا ، وكان أهلها قبل ذلك يتظلمون من ألفى ألف درهم ، وقد نقضوا فى خلافة أبى عبد الله المعتز بالله بن المتوكل على الله فوجه إليهم موسى بن بغا عامله على الجبل لمحاربة الطالبين الذين ظهروا بطبرستان ففتحت عنوة وقتل من أهلها خلق كثير ، وكتب المعتز بالله فى حمل جماعة من وجوها.
مقتل يزدجرد بن شهريار بن كسرى
أبرويز بن هرمز بن أنوشروان
قالوا : هرب يزدجرد من المدائن إلى حلوان ثم إلى أصبهان ، فلما فرغ المسلمون من أمر نهاوند هرب من أصبهان إلى إصطخر فتوجه عبد الله بن بديل بن ورقاء بعد فتح أصبهان لاتباعه فلم يقدر عليه ، ووافى أبو موسى الأشعرى إصطخر فرام فتحها فلم يمكنه ذلك وعاناها عثمان بن أبى العاصي الثقفي فلم يقدر عليها ، وقدم عبد الله بن عامر بن كريز البصرة سنة تسع وعشرين وقد افتتحت فارس كلها إلا إصطخر وجور فهم يزدجرد بأن يأتى طبرستان وذلك أن مرزبانها عرض عليه وهو بأصبهان أن يأتيها وأخبره بحصانتها ثم بدا له فهرب إلى كرمان ، واتبعه بن عامر مجاشع بن مسعود السلمى وهرم بن حيان العبدى فمضى مجاشع فنزل بيمنذ من كرمان ، فأصاب الناس الدمق وهلك جيشه فلم ينج إلا القليل فسمى القصر قصر مجاشع ، وانصرف مجاشع إلى ابن عامر ، وكان يزدجرد جلس ذات يوم بكرمان فدخل عليه مرزبانها