فى سبعين بارجة إلى ميد الهند فقتل منهم خلقا وافتتح فالى ورجع إلى سندان وقد غلب عليها أخ له يقال له ماهان بن الفضل ، وكاتب أمير المؤمنين المعتصم بالله وأهدى إليه ساجا لم ير مثله عظما وطولا ، وكانت الهند فى أمر أخيه فمالوا عليه فقتلوه وصلبوه ، ثم أن الهند بعد غلبوا على سندان فتركوا مسجدها للمسلمين يجمعون فيه ويدعون للخليفة.
وحدثني أبو بكر مولى الكريزبين : أن بلدا يدعى العسيفان بين قشمير والملتان ، وكابل ، كان له ملك عاقل ، وكان أهل ذلك البلد يعبدون صنما قد بنى عليه بيت وأبدوه ، فمرض ابن الملك فدعى سدنة ذلك البيت ، فقال لهم : أدعوا الصنم أن يبرئ ابني فغابوا عنه ساعة ، ثم أتوه فقالوا قد دعوناه وقد أجابنا إلى ما سألناه فلم يلبث الغلام أن مات ، فوثب الملك على البيت فهدمه وعلى الصنم فكسره وعلى السدنة فقتلهم ، ثم دعا قوما من تجار المسلمين فعرضوا عليه التوحيد فوحد وأسلم ، وكان ذلك فى خلافة أمير المؤمنين المعتصم بالله رحمهالله.
فى أحكام أرض الخراج
قال بشر بن غياث ، قال أبو يوسف : إنما أرض أخذت عنوة مثل السواد ، والشام. وغيرهما فإن قسمها الإمام بين من غلب عليها فهي أرض عشر وأهلها رقيق ، وأن لم يقسمها الإمام وردها للمسلمين عامة ، كما فعل عمر بالسواد فعلى رقاب أهلها الجزية ، وعلى الأرض ، وليسوا برقيق ، وهو قول أبى حنيفة ، وحكى الواقدي عن سفيان الثوري مثل ذلك ، وقال الواقدي قال مالك بن أنس ، وابن أبى ذئب : إذا أسلم كافر من أهل العنوة أقرت أرضه فى يده يعمرها ويؤدى الخراج عنها ولا اختلاف فى ذلك وقال مالك وابن