غزوة تبوك وأيلة وذرح ومقنا والجرباء
قالوا : لما توجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى تبوك من أرض الشام لغزو من انتهى إليه أن قد تجمع له من الروم وعاملة ولخم وجذام وغيرهم وذلك فى سنة تسع من الهجرة لم يلق كيدا ، فأقام بتبوك أياما فصالحه أهلها على الجزية وأتاه وهو بها يحنة بن رؤبة صاحب أيلة فصالحه على أن جعل له على كل حالم بأرضه فى السنة دينارا فبلغ ذلك ثلاثمائة دينار ، واشترط عليهم قرى من مر بهم من المسلمين ، وكتب لهم كتابا بأن يحفظوا ويمنعوا.
فحدثني محمد بن سعد ، قال : حدثنا الواقدي ، عن خالد بن ربيعة ، عن طلحة الأبلى أن عمر بن عبد العزيز كان لا يزداد من أهل أيلة على ثلاثمائة دينار شيئا ، وصالح رسول الله صلىاللهعليهوسلم أهل اذرح على مائة دينار فى كل رجب ، وصالح أهل الجرباء على الجزية وكتب لهم كتابا ، وصالح أهل مقنا على ربع عروكهم وغزولهم والعروك خشب يصطاد عليه وربع كراعهم وحلقتهم وعلى ربع ثمارهم ، وكانوا يهودا وأخبرنى بعض أهل مصر أنه رأى كتابهم بعينه فى جلد أحمر دارس الخط فنسخه وأملى نسخته
بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد رسول الله إلى بنى حبيبة ، وأهل مقنا ، سلم أنتم فإنه أنزل على انكم راجعون إلى قريتكم ، فإذا جاءكم كتابي هذا فإنكم آمنون ولكم ذمة الله وذمة رسوله ، وإن رسول الله قد غفر لكم ذنوبكم. وكل دم اتبعتم به لا شريك لكم فى قريتكم إلا رسول الله. أو رسول رسول الله. وانه لا ظلم عليه ولا عدوان. وان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يجيركم مما يجير منه نفسه فإن لرسول الله بزتكم ورقيقكم والكراع والحلقة الا ما عفا عنه رسول الله ، أو رسول رسول الله ، وإن عليكم بعد ذلك ربع ما أخرجت نخيلكم