فتوح خراسان
قالوا : وجه أبو موسى الأشعرى عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي غازيا فأتى كرمان ومضى حتى بلغ الطبسين وهما حصنان يقال لأحدهما طبس وللآخر كرين ، وهما جرم فيهما نخل وهما بابا خراسان ، فأصاب مغنما وأتى قوم من أهل الطبسين عمر بن الخطاب فصالحوه على ستين ألفا ، ويقال خمسة وسبعين ألفا وكتب لهم كتابا.
ويقال : بل توجه عبد الله بن بديل من أصبهان من تلقاء نفسه ، فلما استخلف عثمان بن عفان ولى عبد الله بن عامر بن كريز البصرة فى سنة ثمان وعشرين ويقال فى سنة تسع وعشرين وهو ابن خمس وعشرين سنة فافتتح من أرض فارس ما افتتح ثم غزا خراسان فى سنة ثلاثين واستخلف على البصرة زياد بن أبى سفيان وبعث على مقدمته الأحنف بن قيس ، ويقال عبد الله ابن حازم بن أسماء بن الصلت بن حبيب السلمى ، فأقر صلح الطبسين ، وقدم ابن عامر الأحنف بن قيس إلى قوهستان ، وذلك أنه سأل عن أقرب مدينة إلى الطبسين فدل عليها فلقيته الهياطلة وهم أتراك ، ويقال بل هم قوم من أهل فارس كانوا يلوطون فنفاهم فيروز إلى هراة فصاروا مع الأتراك فكانوا معاونين لأهل قوهستان فهزمهم وفتح قوهستان عنوة ، ويقال بل ألجأهم إلى حصنهم ثم قدم عليه ابن عامر فطلبوا الصلح فصالحهم على ستمائة ألف درهم.
وقال معمر بن المثنى : كان المتوجه إلى قوهستان أمير بن أحمر اليشكري وهي بلاد بكر بن وائل إلى اليوم ، وبعث ابن عامر يزيد الجرشى أبا سالم بن يزيد إلى رستاق زام من نيسابور ففتحه عنوة ، وفتح باخرز وهو رستاو من نيسابور ، وفتح أيضا جوبن وسبى سبيا ووجه ابن عامر الأسود بن كلثوم