رتبيل الأمان على أن يحمله إلى أمير المؤمنين ، فآمنه وبعث به إلى بغداد مع خمسة آلاف من مقاتلهم فأكرمه المنصور وفرض له وقوده ، قالوا : وخاف معن الشتاء وهجومه فانصرف إلى بست ، وأنكر قوم من الخوارج سيرته فاندسوا مع فعلة كانوا يبنون فى منزله بناء ، فلما بلغوا التسقيف احتالوا لسيوفهم فجعلوها فى حزم القصب ثم دخلوها عليه قبته وهو يحتجم ففتكوا به وشق بعضهم بطنه بخنجر كان معه ، وقال أحدهم وضربه على رأسه أبو الغلام الطاقي والطاق رستاق بقرب زرنج فقتلهم يزيد بن مزيد فلم ينج منهم أحد ، ثم أن يزيد قام بأمر سجستان ، واشتدت على العرب والعجم من أهلها وطأته فاحتال بعض العرب فكتب على لسانه إلى المنصور كتابا يخبره فيه إن كتب المهدى إليه قد حيرته وأدهشته ويسأله أن يعفيه من معاملته ، فأغضب ذلك المنصور وشتمه وأقر المهدى كتابه فعزله وأمر بحبسه وبيع كل شيء له ، ثم أنه كلم فيه فأشخص إلى مدينة السلام فلم يزل بها مخبوءا حتى لقيه الخوارج على الجسر فقاتلهم فتحرك أمره قليلا ، ثم توجه إلى يوسف البرم بخراسان فلم يزل فى ارتفاع ولم يزل عمال المهدى والرشيد رحمهماالله يقبضون الأتاوة من رتبيل سجستان على قدر قوتهم وضعفهم ويولون عمالهم النواحي التي قد غلب عليها الإسلام ولما كان المأمون بخراسان أديت إليه الأتاوة مضعفة وفتح كابل وأظهر ملكها الإسلام والطاعة وأدخلها عامله واتصل إليها البريد فبعث إليه منها بأهليلج غض ثم استقامت بعد ذلك حينا.
وحدثني العمرى عن الهيثم بن عدى ، قال : كان فى صلحات سجستان القديمة أن لا يقتل لهم ابن عرس لكثرة الأفاعى عندهم قال ، وقال : أول من دعا أهل سجستان إلى رأى الخوارج رجل من بنى تميم يقال له عاصم أو ابن عاصم.