فتح الجبال (حلوان)
قالوا : لما فرغ المسلمون من أمر جلولاء الوقيعة ضم هاشم بن عتبة بن أبى وقاص إلى جرير بن عبد الله البجلي خيلا كثيفة ورتبه بجلولاء ليكون بين المسلمين وبين عدوهم ثم أن سعدا وجه إليهم زهاء ثلاثة آلاف من المسلمين وأمره أن ينهض بهم وبمن معه إلى حلوان ، فلما كان بالقرب منها هرب يزدجرد إلى ناحية أصبهان ففتح جرير حلوان صلحا على أن كف عنهم وأمنهم على دمائهم وأموالهم وجعل لمن أحب منهم الهرب أن لا يعرض لهم ، ثم خلف بحلوان جريرا مع عزرة بن قيس بن غزية البجلي ومضى نحو الدينور فلم يفتحها وفتح قرماسين على مثل ما فتح عليه حلوان وقدم حلوان فأقام بها واليا عليها إلى أن قدم عمار بن ياسر الكوفة فكتب إليه يعلمه أن عمر بن الخطاب أمره أن يمد به أبا موسى الأشعرى فخلف جرير عزرة ابن قيس على حلوان وسار حتى أتى أبا موسى الأشعرى فى سنة تسع عشرة.
وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن محمد بن نجاد عن عائشة بنت سعد بن أبى وقاص قالت : لما قتل معاوية حجر بن عدى الكندي ، قال أبى : لو رأى معاوية ما كان من حجوم عين قنطرة حلوان لعرف أن له غناء عظيما عن الإسلام ، قال الواقدي : وقد نزل حلوان قوم من ولد جرير بن عبد الله فاعقابهم بها.
* * *