عمرة الأنصارى وهو عامل عبد الملك بن صالح على شمشاط ففتحه ودخله لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر من هذه السنة فلم يزل مفتوحا حتى كان هيج محمد بن الرشيد فهرب أهله وغلبت عليه الروم ، ويقال أن عبد الله بن الأقطع دفعه إليهم وتخلص ابنه وكان أسيرا عندهم ، ثم أن عبد الله بن طاهر فتحه فى خلافة المأمون فكان فى أيدى المسلمين حتى لطف قوم من نصارى شمشاط وقاليقلا وبقراط بن أشوط بطريق خلاط فى دفعه إلى الروم والتقرب إليهم بذلك بسبب ضياع لهم فى عمل شمشاط.
فتح ملطية
وقالوا : وجه عياض بن غنم حبيب بن مسلمة الفهري من شمشاط إلى ملطية ففتحها ثم أغلقت ، فلما ولى معاوية الشام والجزيرة وجه إليها حبيب ابن مسلمة ففتحها عنوة ورتب فيها رابطة من المسلمين مع عاملها وقدمها معاوية وهو يريد دخول الروم فشحنها بجماعة من أهل الشام والجزبرة وغيرهما فكانت طريق الصوائف ، ثم أن أهلها انتقلوا عنها فى أيام عبد الله ابن الزبير وخرجت الروم فشعثتها ثم تركها فنزلها قوم من النصارى من الأرمن والنبط.
وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي فى اسناده ، : قال كان المسلمون نزلوا طرندة بعد أن غزاها عبد الله بن عبد الملك سنة ثلاث وثمانين وبنوا بها مساكن وهي من ملطية على ثلاث مراحل واغلة فى بلاد الروم وملطية يومئذ خراب ليس بها إلا ناس من أهل الذمة من الأرمن وغيرهم فكانت تأتيهم طالعة من جند الجزيرة فى الصيف فيقومون بها إلى أن ينزل الشتاء وتسقط الثلوج فإذا كان ذلك قفلوا ، فلما ولى عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه