هؤلاء القوم سيغلبون على هذه المملكة ويروا دوابهم فى إيوان إصطخر وأمرهم فى الظهور على ما ترون فانظروا لأنفسكم وادخلوا فى دينهم فأجابوه إلى ذلك فوجه شيرويه فى عشرة إلى أبى موسى فأخذوا ميثاقا على ما وصفنا من الشرط وأسلموا.
وحدثني غير المدائني عن عوانة ، قال : حالفت الأساورة الأزد ثم سألوا عن أقرب الحيين من الأزد وبنى تميم نسبا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم والخلفاء وأقربهم مددا فقيل بنو تميم فحالفوهم وسيد بنى تميم يومئذ الأحنف بن قيس وقد شهد وقعة الربذة أيام ابن الزبير جماعة من الأساورة فقتلوا خلقا بعدتهم من النشاب ولم يخطئ لأحد منهم رمية ، وأما السيابجة والزط والاندغار فإنهم كانوا فى جند الفرس ممن سبوه وفرضوا له من أهل السند ومن كان سبيا من أولى الغزاة ، فلما سمعوا بما كان من أمر الأساورة أسلموا وأتوا أبا موسى فأنزلهم البصرة كما أنزل الأساورة.
وحدثني روح بن عبد المؤمن ، قال حدثني يعقوب بن الحضرمي عن سلام ، قال : أتى الحجاج بخلق من زط السند وأصناف ممن بها من الأمم معهم أهلوهم وأولادهم وجواميسهم فأسكنهم بأسافل كسكر ، قال روح : فغلبوا على البطيحة وتناسلوا بها ، ثم أنه ضوى إليهم قوم من أباق العبيد وموالي باهله وخولة محمد بن سليمان بن على وغيرهم ، فشجعوهم على قطع الطريق ومبارزة السلطان بالمعصية ، وإنما كانت غايتهم قبل ذلك أن يسألوا الشيء الطفيف ويصيبوا غرة من أهل السفينة فيتناولوا منها ما أمكنهم اختلاسه ، وكان الناس فى بعض أيام المأمون قد تحاموا الاجتياز بهم وانقطع عن بغداد جميع ما كان يحمل إليها من البصرة فى السفن فلما استخلف المعتصم بالله تجرد لهم ، وولى محاربتهم رجلا من أهل خراسان يقال له عجيف بن عنبثة ، وضم إليه من