القواد والجند خلقا ولم يمنعه شيئا طلبه من الأموال ، فرتب بين البطائح ومدينة السلام خيلا مضمرة ملهوبة الأذناب ، وكانت أخبار الزط تأتيه بمدينة السلام فى ساعات من النهار أو أول الليل وأمر عجيفا فسكر عنهم الماء بالمؤن العظام حتى أخذوا فلم يشذ منهم أحد وقدم بهم إلى مدينة السلام فى الزواريق فجعل بعضهم بخانقين وفرق سائرهم فى عين زربة والثغور.
قالوا : وكانت جماعة السيابجة موكلين ببيت مال البصرة ، يقال أنهم أربعون ، ويقال أربعمائة ، فلما قدم طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام البصرة وعليها من قبل على بن أبى طالب عثمان بن حنيف الأنصارى أبوا أن يسلموا بيت المال إلى قدوم على رضى الله عنه فأتوهم فى السحر فقتلوهم وكان عبد الله بن الزبير المتولى لأمرهم فى جماعة تسرعوا إليهم معه ، وكان على السيابجة يومئذ أبو سالمة الزطي ، وكان رجلا صالحا ، وقد كان معاوية نقل من الزط والسيابجة القدماء إلى سواحل الشام وانطاكية بشرا ، وقد كان الوليد بن عبد الملك نقل قوما من الزط إلى انطاكية وناحيتها.
قالوا : وكان عبيد الله بن زياد سبى خلقا من أهل بخارى ويقال بل نزلوا على حكمه ، ويقال بل دعاهم إلى الأمان والفريضة فنزلوا على ذلك ورغبوا فيه فأسكنهم البصرة ، فلما بنى الحجاج مدينة واسط نقل كثيرا منهم إليها فمن نسلهم اليوم بها قوم منهم خالد الشاطر المعروف بابن مارقلى ، قال ولاندغار من ناحية كرمان مما يلي سجستان.
* * *