ابن مسلم يذكر أن خالد بن الوليد شرط لأهل الدير الذي يعرف بدير خالد شرطا فى خراجهم بالتخفيف عنهم حين أعطوه سلما صعد عليه فأنفذه لهم أبو عبيدة ، ولما فرغ أبو عبيدة من أمر مدينة دمشق سار إلى حمص فمر ببعلبك ، فطلب أهلها الأمان والصلح فصالحهم على أن أمنهم على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وكتب لهم.
بسم الله الرحمن الرحيم : هذا كتاب أمان لفلان بن فلان ، وأهل بعلبك رومها وفرسها وعربها ، على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم ودورهم ، داخل المدينة وخارجها وعلى أرحائهم ، وللروم أن يرعوا سرحهم ما بينهم وبين خمسة عشر ميلا ، ولا ينزلوا قرية عامرة ، فإذا مضى شهر ربيع وجمادى الأولى ساروا إلى حيث شاءوا ، ومن أسلم منهم فله ما لنا وعليه ما علينا ، ولتجارهم أن يسافروا إلى حيث أرادوا من البلاد التي صالحنا عليها ، وعلى من أقام منهم الجزية والخراج شهد الله وكفى بالله شهيدا.
أمر حمص
حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن أبى مخنف : أن أبا عبيدة بن الجراح لما فرغ من دمشق ، قدم أمامه خالد بن الوليد ، وملحان بن زياد الطائي ، ثم اتبعهما فلما توافوا بحمص قاتلهم أهلها ثم لجأوا إلى المدينة وطلبوا الأمان والصلح فصالحوه على مائة ألف وسبعين دينار ، قال الواقدي وغيره : بينا المسلمون على أبواب مدينة دمشق إذ أقبلت خيل للعدو كثيفة فخرجت إليهم جماعة من المسلمين فلقوهم بين بيت لهيا والثنية فولوا منهزمين نحو حمص على طريق قارا واتبعوهم حتى وافوا حمص فألقوهم قد عدلوا عنها ورآهم الحمصيون وكانوا منخوبين لهرب هرقل عنهم وما كان يبلغهم من قوة كيد المسلمين