خمسين سنة على أن يقاسموا بعد انقضاء الخمسين مقاسمة النصف ، وأما نهر الأمير فنسب إلى عيسى بن على وهو فى قطيعته.
وحدثنا محمد بن خالد ، قال : كان محمد بن القاسم أهدى إلى الحجاج من السند فيلا فأجيز البطائح فى سفينة وأخرج فى المشرعة التي تدعى مشرعة الفيل فسميت تلك المشرعة مشرعه الفيل وفرضة الفيل.
أمر البطائح
حدثني جماعة من أهل العلم : أن الفرس كانت تتحدث بزوال ملكها وتروى فى آية ذلك زلازل وطوفان تحدث ، وكانت دجلة تصب إلى دجلة البصرة التي تدعى العوراء فى أنهار متشعبة ومن عمود مجراها الذي كان باقى مائها يجرى فيه وهو كبعض تلك الأنهار ، فلما كان زمان قباذ بن فيروز انبثق فى أسافل كسكر بثق عظيم فأغفل حتى غلب ماؤه وغرق كثيرا من أرضين عامرة ، وكان قباذ واهنا قليل التفقد لأمره ، فلما ولى أنوشروان ابنه أمر بذلك الماء فردم بالمسنيات حتى عاد بعض تلك الأرضين إلى عمارة ، ثم لما كانت السنة التي بعث فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى أبرويز وهي سنة سبع من الهجرة ، ويقال سنة ست زاد الفرات ودجلة زيادة عظيمة لم ير مثلها قبلها لا بعدها ، وانبثقت بثوق عظام فجهد أبرويز أن يسكرها فغلبه الماء ومال إلى موضع البطائح فطفا على العمارات والزروع فغرق عدة طساسيج كانت هناك ، وركب كسرى بنفسه لسد تلك البثوق ونثر الأموال على الأنطاع وقتل الفعلة بالكفاية ، وصلب على بعض البثوق فيما يقال أربعين جسارا فى يوم فلم يقدر للماء على حيلة ، ثم دخلت العرب أرض العراق وشغلت الأعاجم بالحروب فكانت البثوق تنفجر فلا يلتفت إليها ويعجز الداهقين عن سد