عظمها فاتسعت البطيحة وعرضت ، فلما ولى معاوية بن أبى سفيان ولى عبد الله بن دراج مولاه خراج العراق واستخرج له من الأرضين بالبطائح ما بلغت غلته خمسة آلاف ألف وذلك أنه قطع القصب وغلب الماء بالمسنيات ، ثم كان حسان النبطي مولى بنى ضبة وصاحب حوض حسان بالبصرة والذي تنسب إليه منارة حسان بالبطائح فاستخرج للحجاج أيام الوليد ولهشام بن عبد الملك أرضين من أراضى البطيحة ، قالوا : وكان بكسكر قبل حدوث البطائح نهر يقال له الجنب ، وكان طريق البريد إلى ميسان ودستميسان وإلى الأهواز فى شقه القبلي فلما تبطحت البطائح سمى ما استاجم من شق طريق البريد آجام البريد وسمى الشق الآخر اجام أغمر بثى ، وفى ذلك الآجام الكبرى والنهر اليوم يظهر فى الأرضين الجامدة التي استخرجت حديثا.
وحدثني أبو مسعود الكوفي عن أشياخه ، قالوا : حدثت البطائح بعد مهاجرة النبي صلىاللهعليهوسلم وملك الفرس أبرويز ، وذلك أنه انبثقت بثوق عظام عجز كسرى عن سدها وفاضت الأنهار حتى حدثت البطائح ، ثم كان مد فى أيام محاربة المسلمين الأعاجم بثوق لم يعن أحد بسدها فاتسعت البطيحة لذلك وعظمت ، وقد كان بنو أمية استخرجوا بعض أرضيها ، فلما كان زمن الحجاج غرق ذلك لأن بثوقا انفجرت فلم يعان الحجاج سدها مضارة للدهاقين لأنه كان اتهمهم بممالأة ابن الأشعث حين خرج عليه واستخرج حسان النبطي لهشام أرضين من أرضى البطيحة أيضا.
وكان أبو الأسد الذي نسب إليه نهر أبى الأسد قائدا من قواد المنصور أمير المؤمنين ممن كان وجه إلى البصرة أيام مقام عبد الله بن على بها وهو الذي أدخل عبد الله بن على الكوفة.