المتغلب اليوم وهو مولى لكندة ، ولم يزل أمر ذلك الثغر مستقيما حتى وليه بشر بن داود فى خلافة المأمون فعصى وخالف فوجه إليه غسان بن عباد وهو رجل من أهل سواد الكوفة فخرج بشر إليه فى الأمان وورد به مدينة السلام ، وخلف غسان على الثغر موسى بر يحيى بن خالد بن برمك ، فقتل باله ملك الشرقي وقد بذل له خمسمائة ألف درهم على أن يستبقه ، وكان باله هذا التوى على غسان وكتب إليه فى حضور عسكره فيمن حضره من الملوك فأبى ذلك ، وأثر موسى أثرا حسنا ومات سنة إحدى وعشرين واستخلف ابنه عمران بن موسى فكتب إليه أمير المؤمنين المعتصم بالله بولاية الثغر فخرج إلى القيقان وهم زط فقاتلهم فغلبهم ، وبنى مدينة سماها البيضاء وأسكنها الجند ، ثم أتى المنصورة وصار منها إلى قندابيل وهي مدينة على جبل وفيها متغلب يقال له محمد بن الخليل فقاتله وفتحها وحمل رؤساءها إلى قصدار ، ثم غزا الميد وقتل منهم ثلاثة آلاف وسكر سكرا يعرف بسكر الميد وعسكر عمران على نهر الرور ثم نادى بالزط الذين بحضرته فأتوه فختم أيديهم وأخذ الجزية منهم وأمرهم بأن يكون مع كل رجل منهم إذا اعترض عليه كلب ، فبلغ الكلب خمسين درهما ، ثم غزا الميد ومعه وجوه الزط ، فحفر من البحر نهرا أجراه فى بطيحتهم حتى ملح ماءهم وشن الغارات عليهم ، ثم وقعت العصبية بين النزارية واليمانية فمال عمران إلى اليمانية فسار إليه عمر بن عبد العزيز الهبارى فقتله وهو غار ، وكان جد عمر هذا ممن قدم السند مع الحكم بن عوانة الكلبي.
وحدثني منصور بن حاتم ، قال : كان الفضل بن ماهان مولى بنى سامة فتح سندان وغلب عليها وبعث إلى المأمون رحمهالله بفيل وكاتبه ودعا له فى مسجد جامع اتخذه بها ، فلما مات قام محمد بن الفضل بن ماهان مقامه فسار