فلم يكلمه تيها فأمر بجر رجله وقال : ما أنت بأهل لولاية قرية فضلا عن الملك ولو علم الله فيك خيرا ما صيرك إلى هذه الحال ، فمضى إلى سجستان فأكرمه ملكها وعظمه فلما مضت عليه أيام سأله عن الخراج فتنكر له.
فلما رأى يزدجرد ذلك سار إلى خراسان ، فلما صار إلى حد مرو تلقاه ماهويه مرزبانها معظما مبجلا وقدم عليه نيزك طرخان فحمله وخلع عليه وأكرمه فأقام نيزك عنده شهرا ثم شخص وكتب إليه يخطب ابنته فاحفظ ذلك يزدجرد وقال : اكتبوا إليه إنما أنت عبد من عبيدي فما جرأك على أن تخطب إلى ، وأمر بمحاسبة ماهويه مرزبان مرو وسأله عن الأموال ، فكتب ماهويه إلى نيزك يحرضه عليه ويقول : هذا الذي قدم مفلولا طريدا فمننت عليه ليرد عليه ملكه ، فكتب إليك بما كتب ثم تضافر على قتله وأقبل نيزك فى الأتراك حتى نزل الجنابذ فحاربوه فتكافا الترك ، ثم عادت الديرة عليه فقتل أصحابه ونهب عسكره فأتى مدينة مرو فلم يفتح له فنزل عن دابته ومشى حتى دخل بيت طحان على المرغاب ، ويقال أن ماهويه بعث إليه رسله حين بلغه خبره فقتلوه فى بيت الطحان ، ويقال أنه دس إلى الطحان فأمره بقتله فقتله ، ثم قال : ما ينبغي لقاتل ملك أن يعيش فأمر بالطحان فقتل ، ويقال أن الطحان قدم له طعاما فأكل وأتاه بشراب فشرب فسكر فلما كان المساء أخرج تاجه فوضعه على رأسه فبصر به الطحان فطمع فيه فعمد إلى رحا فألقاها عليه فلما قتله أخذ تاجه وثيابه وألقاه فى الماء ثم عرف ماهويه خبره فقتل الطحان وأهل بيته وأخذ التاج والثياب.
ويقال : أن يزدجرد نذر برسل ماهويه فهرب ونزل الماء فطلب من الطحان فقال : قد خرج من بيتي فوجدوه فى الماء ، فقال خلوا عنى أعطكم منطقتي وخاتمي وتاجى ، فتغيبوا عنه وسألهم شيئا يأكل به خبزا