اليسيد ، ثم طلبوا الأمان على أن يتراجعوا إلى أرضهم فقوطعوا على خراج يؤدونه قلوا أو كثروا وتركت لهم كنيستهم ، وبنى المسلمون باللاذقية مسجدا جامعا بأمر عبادة ثم أنه وسع بعد.
وكانت الروم أغارت فى البحر على ساحل اللاذقية فهدموا مدينتها وسبوا أهلها وذلك فى خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة فأمر عمر ببنائها وتحصينها ووجه إلى الطاغية فى فداء من أسر من المسلمين فلم يتم ذلك حتى توفى عمر فى سنة أحد ومائة فأتم المدينة وشحنها يزيد بن عبد الملك.
وحدثني رجل من أهل اللاذقية قال : لم يمت عمر بن عبد العزيز حتى حرز مدينة اللاذقية وفرغ منها ، والذي أحدث يزيد بن عبد الملك فيها مرمة وزيادة فى الشحنة ، وحدثني أبو حفص الدمشقي ، قال : حدثني سعيد بن عبد العزيز ، وسعيد بن سليمان الحمصي ، قالا : ورد عبادة والمسلمون السواحل ففتحوا مدينة تعرف ببلدة على فرسخين من جبلة عنوة ، ثم إنها خربت وجلا عنها أهلها فأنشأ معاوية بن أبى سفيان جبلة وكانت حصنا للروم جلوا عنه عند فتح المسلمين حمص وشحنها. وحدثني سفيان بن محمد البهراني عن أشياخه قالوا : بنى معاوية لجبلة حصنا خارجا من الحصن الرومي القديم وكان سكان الحصن الرومي رهبانا وقوما يتعبدون فى دينهم. وحدثني سفيان ابن محمد ، قال حدثني أبى وأشياخنا ، قالوا : فتح عبادة المسلمون معه أنطرطوس : وكان حصنا ثم جلا عنه أهله فبنى معاوية أنطرطوس ومصرها وأقطع بها القطائع ، وكذلك فعل بمرقية وبلنياس.
وحدثني أبو حفص الدمشقي ، عن أشياخه قالوا : افتتح أبو عبيدة اللاذقية وجبلة وأنطرطوس على يدي عبادة بن الصامت ، وكان يوكل بها حفظة إلى انغلاق البحر ، فلما كانت شحنة معاوية السواحل وتحصينه إياها شحنها وحصنها