جمع كورا ، وكذلك دمشق ، وكذلك الأردن ، وكذلك حمص مع قنسرين. وقال بعضهم : سميت كل ناحية لها جند يقبضون اطماعهم بها جندا وذكروا أن الجزيرة كانت إلى قنسرين فجندها عبد الملك بن مروان أى أفردها فصار جندها يأخذون اطماعهم بها من خراجها ، وأن محمد بن مروان كان سأل عبد الملك تجنيدها ففعل ، ولم تزل قنسرين وكورها مضمومة إلى حمص حتى كان يزيد بن معاوية فجعل قنسرين وأنطاكية ومنبج وزواتها جندا.
فلما استخلف أمير المؤمنين الرشيد هارون بن المهدى أفرد قنسرين بكورها فصير ذلك جندا واحدا ، وأفرد منبج ، ودلوك ، ورعبان وقورس وأنطاكية وتيزين ، وسماها العواصم لأن المسلمين يعتمون بها فتعصمهم وتمنعهم إذا انصرفوا من غزوهم وخرجوا من الثغر وجعل مدينة العواصم منبج فسكنها عبد الملك بن صالح بن على فى سنة ثلاث وسبعين ومائة وبنى بها أبنية.
وحدثني أبو حفص الدمشقي ، عن سعيد بن عبد العزيز : وحدثني موسى ابن ابراهيم التنوخي عن أبيه عن مشايخ من أهل حمص ، قال : استخلف أبو عبيدة عبادة بن الصامت الأنصارى على حمص ، فأتى اللاذقية. فقاتله أهلها فكان بها باب عظيم لا يفتحه إلا جماعة من الناس ، فلما رأى صعوبة مرامها عسكر على بعد من المدينة ثم أمر أن تحفر حفائر كالأسراب يستتر الرجل وفرسه فى الواحدة منها ، فاجتهد المسلمون فى حفرها حتى فرغوا منها ، ثم أنهم أظهروا القفول إلى حمص ، فلما جن عليهم الليل عادوا إلى معسكرهم وحفائرهم وأهل اللاذقية غارون يرون انهم قد انصرفوا عنهم ، فلما أصبحوا فتحوا بابهم وأخرجوا سرحهم فلم يرعهم إلا تصبيح المسلمين إياهم ودخولهم من باب المدينة ففتحت عنوة ، ودخل عبادة الحصن ثم علا حائطه فكبر عليه ، وهرب قوم من نصارى اللاذقية إلى