ذق يا ابن عجلى مثل ما قد أذقتنى |
|
ولا تحسبني كنت عن ذاك غافلا |
عجلى أم ابن خازم وكان يكنى أبا صالح ، وكنية وكيع بن الدورقية أبو ربيعة وقتل مع عبد الله بن خازم ابناه عنبسة ويحيى وطعن طهمان مولى ابن خازم ، وهو جد يعقوب بن داود كاتب أمير المؤمنين المهدى بعد أبى عبيد الله ، وأتى بكير بن وشاح برأس ابن خازم فبعث به إلى عبد الملك بن مروان فنصبه بدمشق ، وقطعوا يده اليمنى وبعثوا بها إلى ولد عثمان بن بشر ابن المحتفز المزني.
وكان وكيع جافيا عظيم الخلقة صلى يوما وبين يديه نبت فجعل يأكل منه فقيل له : أتأكل وأنت تصلى ، فقال : ما كان الله أحرم نبتا أنبته بماء السماء على طين الثرى ، وكان يشرب الخمر فعوتب عليها ، فقال : فى الخمر تعاتبونى وهي تجلو بولي حتى تصيره كالفضة.
قالوا : وغضب قوم لابن خازم ووقع الاختلاف ، وصارت طائفة مع بكير بن وشاح ، وطائفة مع بجير ، فكتب وجوه أهل خراسان وخيارهم إلى عبد الملك يعلمونه أنه لا تصلح خراسان بعد الفتنة إلا برجل من قريش ، فولى أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبى العيص بن أمية خراسان ، فولى بكير ابن وشاح طخارستان ، ثم ولاه غزو ما وراء النهر : ثم عزم أمية على غزو بخارى ثم إتيان موسى بن عبد الله بن خازم بالترمذ فانصرف بكير إلى مرو وأخذ ابن أمية فحبسه ودعى الناس إلى خلع أمية فأجابوه ، وبلغ ذلك أمية فصالح أهل بخارى على فدية قليلة واتخذ السفن. وقد كان بكير أحرقها ورجع وترك موسى بن عبد الله فقدم فقاتله بكير. ثم صالحه على أن يوليه أى ناحية شاء ، ثم بلغ أمية أنه يسعى فى خلعه بعد ذلك ، فأمر إذا دخل داره أن يأخذ فدخلها فأخذ وأمر بحبسه فوثب به بجير بن وقاء فقتله.