وإذا تتابع بلمعتين لمعتين شبّه بلمع اليدين. قال امرؤ القيس شعرا :
أصاح ترى برقا أريك وميضه |
|
كلمع اليدين في حبيّ مكلّل |
الحبي : السّحاب المشرف ، مكلّل بعضه على بعض.
ويقال : مكلّل بالبرق وإذا كان خفوا كان دليلا على الغيث. وقال حميد بن ثور شعرا :
خفا كاقتذاء الطّير وهنا كأنّه |
|
سراج إذا ما يكشف اللّيل أظلما |
واقتذاء الطّير : تغميضها أعينها وفتحها إيّاها ، كأنّها تلقي القذى منها ، وكلّهم يجعل البرق يمانيا ولا يجعله أحد شاميا ، لأنّ الشّامي أكثره خلّب عندهم ، وهذا يدلّ على أنّ المطر للجنوب لأنّها يمانية. وقال آخر شعرا :
ألا حبّذا البرق وحبّذا |
|
جنوب أتانا بالعشيّ نسيمها |
ويقال : أوسم البرق إذا بدا وألاح إذا أضاء ما حوله. وأنشد لأبي ذؤيب شعرا :
رأيت وأهلي بوادي الرّجيع |
|
من آل قيلة برقا مليحا |
ويقال : أوسمت المرأة ؛ إذا بدا ثديها ينوء. قال أبو عبد الله وقال العقيلي : إذا رأيت السّماء قد اصحامت فكأنها بطن أتان قمراء. ورأيت السّحاب متدليا كأنه اللّحم الثنت ، مستمسك منه ومنهرت ، فحينئذ الغياث. وقال أبو صالح الفزاري : كنا نقول : إذا رأيت البرق في أعلى السّحابة أو في جوانبها فهي بإذن الله ماطرة غير مخلفة ، وإذا رأيت البرق في أسافلها فقد أخلفت.