رجعت إليه نفسه قال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله ، ففرح أبو بكر وجعل يتكلم على من في الدير من النصارى ، حتى أسلموا عن آخرهم ، وقدم بغداد ومعه الراهب ومن أسلم من أولئك النصارى.
أنبأنا أبو القاسم النّسيب وغيره ، عن أبي علي الأهوازي ، حدّثنا عبدان بن عمر المنبجي ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود الدقّي قال (١) : ما رأيت كان أحسن من أبي بكر بن إسماعيل الفرغاني ممن يظهر الغنى في الفقر ، كان يلبس قميصين أبيضين ، ورداء وسراويل ونعلا نظيفا وعمامة ، وفي يده مفتاح ، وليس له بيت ، ينطرح في المساجد ، يطوي الخمس والست ، وكان إذا جنّه الليل ينزع تلك الثياب ويلبس ثوبين كانا معه لم يقصر ينام فيهما.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد العزيز ، أنبأنا الحسين بن إبراهيم بن الحكّاك ، أنبأنا الحسين بن علي الشيرازي ، أنبأنا أبو الحسن بن جهضم ، حدّثني أبو بكر محمّد بن داود قال : ما رأيت في الفقر أحسن من أبي بكر بن إسماعيل الفرغاني ، وكان ممن يظهر الغنى في الفقر يلبس قميصين أبيضين ، ورداء ، وسراويل ، ونعلا نظيفا ، وعمامة ، وفي يده مفتاح كبير حسن ، وليس له بيت يأوي فيه ، ينطرح في المساجد ، ويطوي الخمس والست دائما.
آخر الجزء الحادي والعشرين بعد الأربع مائة من الأصل (٢).
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه الشافعي ، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرني القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله (٣) الهمداني في كتابه ، حدّثنا أبو القاسم بكير بن محمّد المنذري ، حدّثنا أبو بكر الدقّي قال : كان أبو بكر الفرغاني يأكل المنبوذ (٤) إلى
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٩١ وطبقات الأولياء ص ٣٠٣.
(٢) كتب بعدها في «ز» : (بياض مقدار سطر) ثم : سماعا بقراءتي وعرضا بالأصل على الفقيه العالم مفتي الشام أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بإجازته في الملحق ونصفه الأول وسماعه نصفه الثاني من عمه المصنف والفقهاء العلماء أبو الطاهر إبراهيم بن هبة الله بن المسلم الحيري الشافعي وابنه نجم الدين أبو محمّد عبد الرحيم وأبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد الله الرعيني الرندي وأبو محمّد عبد العزيز بن عثمان بن أبي الطاهر الإربلي ، وأبو حامد الحسين بن علي بن بهاء الدين الحافظ أبي محمّد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي ، مؤلف هذا الكتاب وعبد الرّحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي ، وكتب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي وذلك في مجلس واحد يوم الاثنين السابع من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة بمقصورة الصحابة من جامع دمشق حرسها الله تعالى والحمد لله وحده وصلاته على محمد نبيه وسلامه.
(٣) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : عبد الله.
(٤) المنبوذ : المطروح ، والذي لا يؤكل من حزال ، شاة كانت أو غيرها ، وذلك لأنه ينبذ ، والمنبوذ : الملقى. (راجع تاج العروس : بتحقيقنا : نبذ).