إلى المدينة ، ولم ينفذ ، ولما استقيت سمعت هاتفا يقول : إنّ الظبي جاء بلا ركوة ولا حبل ، وأنت جئت مع الركوة ، فلمّا رجعت من الحجّ دخلت الجامع ، فلمّا وقع بصر الجنيد عليّ قال : لو صبرت لنبع الماء من تحت رجلك ، لو صبرت صبر ساعة صبر ساعة.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين قال : سمعت أبا الحسن (١) علي بن حمزة بن علي العلوي يقول : سمعت أبا عبد الله محمّد بن عبد الله الشّيرازي يقول (٢) : نظر أبو عبد الله بن خفيف يوما إلى ابن مكتوم وجماعة من أصحابه يكتبون شيئا فقال : ما هذا؟ فقالوا : نكتب كذا وكذا ، فقال : اشتغلوا بتعلّم شيء ولا يغرّنكم كلام الصوفية ، فإنّي كنت أخبئ محبرتي في جيب مرقعتي ، والكاغد (٣) في حجرة سراويلي ، وكنت أذهب خفيا إلى أهل العلم ، فإذا علموا بي خاصموني ، وقالوا : لا يفلح ؛ ثم احتاجوا إليّ بعد ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسين ، أنبأنا علي بن عبد الله بن أبي صادق ، أنبأنا أبو عبد الله بن باكوية قال : ونظر ـ يعني ـ ابن خفيف يوما إلى ابن مكتوم ، فذكر نحوها.
قال : وأنبأنا ابن باكوية قال : وسمعت أبا عبد الله يقول : وهو يعظ أصحابه : قال : كنت في بدايتي ربما كنت أقرأ في ركعة واحدة عشرة آلاف مرة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وربما كنت أقرأ في ركعة واحدة القرآن كله (٤) ، وربما كنت أصلي من الغداة إلى العصر ألف ركعة.
سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبا عبد الله الصّوفي يقول : سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول (٥) : وربما كنت أقرأ في ابتداء أمري في ركعة واحدة عشرة آلاف مرة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، وربما كنت أقرأ في ركعة واحدة القرآن كلّه ، وربما كنت أصلّي من الغداة إلى العصر ألف ركعة.
أخبرنا أبو بكر البروجردي ، أنبأنا أبو سعد الحيري ، أنبأنا أبو عبد الله بن باكوية قال :
__________________
(١) في «ز» : الحسين.
(٢) الخبر في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٤٦ وتبيين كذب المفتري ص ١٩١.
(٣) الكاغد : الورق ، معرب ، وفي سير الأعلام : الورق بدل الكاغد.
(٤) إلى هنا روي الخبر في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٤٦ من طريق ابن باكويه.
(٥) الرسالة القشيرية ص ٤٢١.