أخبرنا (١) أبو بكر محمّد بن أحمد ، أنبأنا علي بن عبد الله ، أنبأنا عبد الله بن باكوية ، حدّثنا أبو أحمد الصغير قال : كان أمرني أن أقدّم إليه كل ليلة عشر حبّات زبيب لإفطاره ، قال : فشفقت عليه ليلة فجعلتها خمس عشرة حبة ، فنظر إليّ وقال : من أمرك بهذا؟ وأكل منها عشر حبات وترك الباقي.
قال : وأنبأنا ابن باكوية.
ح قال : وسمعت أبا المظفر يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبا عبد الله بن باكوية الصّوفي يقول : سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول : ما وجبت علي زكاة الفطر أربعين سنة (٢) ، ولي قبول عظيم بين الخاص والعام.
أخبرنا أبو بكر البروجردي ، أنبأنا أبو سعد الحيري ، أنبأنا ابن باكوية قال : سمعت أبا أحمد الكبير قال :
كان أبو عبد الله إذا أراد أن يخرج إلى صلاة الجمعة يقول لي : هات ما عندنا ، فأحمل إليه كل ما قد فتح من الذهب والفضة وغيره فيفرّقه كله ، ثم يخرج إلى صلاة الجمعة ، وكان كل سنة في أوان يخرج جميع ما عنده من الثياب حتى لا يبقي لنفسه ما يخرج به إلى برّا (٣).
أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن طاهر بن سعيد ، أنبأنا محمّد بن سعدان ، أنبأنا علي ابن بكران الصّوفي ، أنبأنا أبو الحسن علي الديلمي قال : سمعت أبا بكر المفيد بجرجرايا يقول : كنت في مجلس أبي سعيد ابن الأعرابي بمكة ، إذ دخل أبو عبد الله محمّد بن خفيف ـ رحمهالله ـ المجلس ، فجلس ، فأقبل عليه الشيخ أبو سعيد يسأله عن حاله ، فلمّا علم أنه أبو عبد الله أخذ بيده ليصدّره بجنبه ، فامتنع ، فاجتهد به وقال : أريد أن أسمع منك المسألة التي في الرد على أبي بكر بن بردا؟؟؟ (٤) أو غيره ـ قال أحمد : الشك مني ـ فقال أبو عبد الله : إنّ كان ولا بدّ ، فجيء نتحول إلى مجلس غير هذا ، فتحوّلنا إلى مجلس آخر ، فسمعنا منه المسألة بقراءة الشيخ ، أو كما قال.
__________________
(١) الخبر التالي سقط من «ز».
(٢) تبيين كذب المفتري ص ١٩٢ وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٤٦.
(٣) كذا بالأصل ، و «ز». تقول العرب : جلست برّا وخرجت برّا. قال أبو منصور (الأزهري) وهذا من كلام المولدين ، وما سمعته من فصحاء العرب بالبادية (راجع تهذيب اللغة للأزهري ، ولسان العرب).
(٤) كذا رسمها بالأصل و «ز».