قال : فاختطّ عمرو بن العاص داره التى هى له اليوم عند باب المسجد ، بينهما الطريق. وداره الأخرى اللاصقة إلى جنبها ، وفيها دفن عبد الله بن عمرو بن العاص فيما زعم بعض مشايخ البلد لحدث كان يومئذ فى البلد.
حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، قال : توفّي عبد الله بن عمرو بن العاص بأرضه بالسبع من فلسطين. ويقال بل مات بمكّة ، والله أعلم. ويكنّى أبا محمد ، وكانت وفاته سنة ثلاث وسبعين. ولأهل مصر عنه عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، قريب من مائة حديث.
والحمّام الذي يقال له حمّام الفأر. وإنما قيل له حمّام الفأر أن حمّامات الروم كانت ديماسات كبار ، فلما بنى هذا الحمّام ، ورأوا صغره ، قالوا : من يدخل هذا! هذا حمّام الفأر (١).
ودار عمرو التى هنالك. ويقال بل اختطّ عمرو لنفسه فى الموضع الذي فيه دار ابن أبى الرزّام.
واختطّ عبد الله ابنه هذه الدار الكبيرة التى عند المسجد الجامع ، وهو الذي بناها هذا البناء ، وبنى فيها قصرا على تربيع الكعبة الأولى.
واحتجّ من زعم أن هذه الدار الكبيرة التى عند المسجد هى خطّة عمرو نفسه بحديث ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة ، عن أبى تميم الجيشانىّ ، أنه سمع عمرو بن العاص ، يقول : أخبرنى رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : إن الله قد زادكم صلاة فصلّوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الصبح ، الوتر ، الوتر (٢) ألا إنّه أبو بصرة الغفارىّ.
قال أبو تميم الجيشانى : وكنت أنا وأبو ذرّ قاعدين ، فأخذ أبو ذرّ بيدى فانطلقنا إلى أبى بصرة ، فوجدناه عند الباب الذي إلى دار عمرو ؛ فقال أبو ذرّ : يا أبا بصرة ، أنت سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يقول : إن الله قد زادكم صلاة فصلّوها فيما بين العشاء إلى الصبح ، الوتر الوتر؟ قال : نعم. قال : أنت سمعته؟ قال : نعم.
حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، عن ابن هبيرة. وحدثناه عمرو بن سوّاد ، عن
__________________
(١) قارن بالسيوطى ج ١ ص ١٣٥ وهو ينقل عن ابن عبد الحكم.
(٢) مسند أحمد والطبرانى فى كنز برقم ١٩٥٤٧ عن أبى بصرة الغفارى.