وقال آخرون : ليست له صحبة ، واحتجّوا بحديث حدّثناه يوسف بن عدىّ ، عن عبد الله بن المبارك ، عن ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، عن علىّ بن رباح ، قال : سمعت معاوية بن حديج ، يقول : هاجرنا على عهد أبى بكر رحمهالله ، فبينا نحن عندة إذ طلع المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إنه قدم علينا برأس ينّاق البطريق ، ولم يكن لنا به حاجة ، إنما هذه (١) سنّة العجم ، ثم قال : قم يا عقبة. فقام رجل يقال له عقبة ، فقال : إنى لا أريدك ، إنما أريد عقبة بن عامر ، قم يا عقبة ، فقام رجل فصيح قارئ ، فافتتح سورة البقرة ، ثم ذكر قتالهم وما فتح الله لهم ، فلم أزل أحبّه من يومئذ.
وعامر مولى جمل ، الذي يقال له عامر جمل ، شهد الفتح ، وهو مملوك ، وإنما قيل له عامر جمل ، أنه كان مع عمرو بن العاص عند معاوية بن أبى سفيان فقال عامر لعمرو (٢) : تكلّم ، فإننى من ورائك ، فقال له معاوية : ومن أنت؟ قال : أنا عامر مولى جمل ، فقال له معاوية : بل أنت عامر جمل ، فقيل له عامر جمل لقول معاوية ذلك.
منهم من أهل بدر ستّة نفر : الزبير بن العوّام ، وسعد بن أبى وقّاص ، والمقداد بن الأسود ، وعبادة بن الصامت ، وأبو أيّوب الانصارى ، ومحمد بن مسلمة. وقد كان عمّار ابن ياسر دخل مصر ، ولكن دخلها بعد الفتح فى أيام عثمان.
حدثنا عبد الحميد بن الوليد ، حدثنا أبو عبد الرحمن ، عن مجالد ، عن الشعبىّ ، أن عمّار بن ياسر دخل مصر فى أيام عثمان بن عفّان ، وجّهه إليها فى بعض أموره. ولهم عنه حديث واحد.
حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبى عشانة ، قال : سمعت أبا اليقظان عمّار بن ياسر ، يقول : أبشروا فو الله لأنتم أشدّ حبّا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم من عامّة من قد رآه.
قال : منهم من اختطّ بالبلد فذكرنا خطّته ، ومنهم من لم يذكر (٣) له خطّة ، فالله أعلم كيف كان الأمر فى ذلك.
__________________
(١) ب : «هى».
(٢) تحرفت فى طبعة عامر إلى (عمر).
(٣) ك : «نذكر».