جنبها دار لعقبة بن عامر هى خطّته ، فابتاع عقبة دار المقداد بن الأسود فهدمها ، وهدم داره ، فبناهما جميعا دارا لرملة ابنة معاوية فكتب إليه معاوية : لا حاجة لنا (١) بها ، فاجعلها للمسلمين.
وبرملة سمّيت دار الرمل (٢) لأنهم كانوا يقولون دار رملة ، فحرّفت العامّة ذلك ، وقالوا : دار الرمل.
ويقال إنما سمّيت دار الرمل (٣) لما ينقل إليها من الرمل لدار الضرب.
سمعت يحيى بن بكير فيما أحسب يقوله ولا أعلمنى سمعت ذلك من غيره.
يكنّى المقداد أبا معبد.
حدثنا يعقوب بن إسحاق بن أبى عبّاد ، حدثنا حمّاد بن شعيب ، عن منصور ، عن هلال بن يساف (٣) ، قال : استعمل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، المقداد على سريّة ، فلما رجع قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كيف رأيت الإمارة أبا معبد؟ قال : خرجت يا رسول الله وما أرى أن لى فضلا على أحد من القوم ، فما رجعت إلا وكأنهم عبيد لى. قال : كذلك الإمارة أبا معبد ، إلا من وقاه الله شرّها. قال : والذي بعثك بالحق لا أعمل على عمل أبدا.
قال ويقال بل كتب معاوية حين استخلف إلى عقبة بن عامر يسأله أن يسلّمها ليزيد لقربها من المسجد ، ويعطيه ما هو خير منها ، ففعل ، فأقطعه معاوية داره التى بسوق وردان وبناها له ، وبنى سفل دار الرمل ليزيد ، وأقطع معاوية أيضا يزيد قرية من قرى الفيّوم ، فأعظم الناس ذلك وتكلّموا فيه ، فلما بلغ ذلك معاوية كره قالة الناس ، فردّ تلك القرية إلى الخراج كما كانت للمسلمين ، وجعل دار الرمل للمسلمين تنزلها ولاتهم ، ولم يكن بنى منها إلا سفلها ، حتى بنى علوها القاسم بن عبيد الله بن الحبحاب.
حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبى قبيل ، عن فضالة بن عبيد ، قال : كنّا عند معاوية يوما وعنده معاوية بن حديج ، وكان معاوية
__________________
(١) ج : «لها».
(٢ ـ ٢) ساقط من طبعة عامر.
(٣) تحرفت فى طبعة عامر إلى «كساف».