مضوا بخطّتهم حتى أصحروا ينازلون حمير وطائفة من خولان. وحمير والمعافر على الجبل موفون على قبائل مضر ، وليس فى هذا الجبل إلا هذه القبائل ، غير أن جهينة قد كانت نزلت بجرف ينّة (١).
وكانت المعافر قد نزلت إلى جنب عمرو بن العاص فأذاهم البعوض وكان جرى النيل. فشكوا (١) ذلك إلى عمرو وسأوه أن ينقلهم ، فقال : لا أجد قوما أحمل (٢) لى من أصحابى ، فنقل قريشا إلى موضعهم ، ونقل المعافر إلى موضعها التى هى به اليوم ، وقال عمرو لأصحابه : اغتنموا ، فكأنى أنظر إلى المسجد وما حوله قد صار فيه الناس ورغبوا فيه وإلى موضعهم قد خرب ، فكان كما قال.
حدثنا هانئ بن المتوكّل ، حدثنا ضمام بن إسماعيل ، عن أبى قبيل ، عن شفىّ بن ماتع ، قال : كان الناس إذا كان فزع خرجوا براياتهم ، وكان لكل قوم موقف ، فكان موقف المعافر تحت الكوم يريد بالإسكندرية.
وقصر فهد الذي بالمعافر ومسجد لسبإ خطّه هو فهد بن (٣) كثير بن فهد ، وكان ولى برقة أيام أسامة بن زيد الأولى ، وكان قد ولى جزيرة الصناعة ، وهو (٤) القصر الذي عند مسجد الزينة ، وفى الأشعريّين والسكاسك جاء الحديث.
حدثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك ، حدثنا الركن بن عبد الله بن سعد ، عن مكحول ، عن معاذ ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم يوم بعثه إلى اليمن حمله على ناقة ، وقال : يا معاذ انطلق حتى تأتى الجند ، فحيث (٥) بركت بك هذه الناقة فأذّن وصلّ وابن فيه مسجدا ، فانطلق معاذ حتى إذا انتهى إلى الجند ، دارت به ناقته ، وأبت أن تبرك. فقال : هل من جند غير هذا؟ قالوا : نعم. جند رخامة ، فلما أتاه دارت وبركت ، فنزل معاذ فنادى بالصلاة ثم قام فصلّى ، فخرج إليه ابن يخامر السّكسكىّ ، فقال : من أنت؟ قال : أنا رسول رسول ربّ العالمين. فقال : ما تريد؟ قال : أريد أن أقاتل من خالف رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فلما
__________________
(١) ك : «نيّه». وقد تصحفت فى طبعة عامر إلى «تبّة».
(١) ك : «نيّه». وقد تصحفت فى طبعة عامر إلى «تبّة».
(٢) ج : «أجمل».
(٣) بن : تحرفت فى طبعة عامر إلى «به».
(٤) ك : «وهى».
(٥) أ ، ك : «فحيثما».